نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 2 صفحه : 143
ابن الحسين (عليهما السلام) و هو زين العابدين- و هو أصغر من أخيه علي القتيل- و كان مريضا بالذّرب [و هو داء يعرض للمعدة فلا تهضم الطعام، و يفسد فيها و لا تمسكه]. و نهض السجّاد (عليه السلام) يتوكأ على عصا و يجرّ سيفه، لأنه لا يقدر على حمله لمرضه، و أم كلثوم تنادي خلفه: يا بني ارجع. فقال: يا عمتاه!. ذريني أقاتل بين يدي ابن بنت رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم). فصاح الحسين (عليه السلام) بأم كلثوم: احبسيه لئلا تخلو الأرض من نسل آل محمّد (صلى الله عليه و آله و سلم)، فأرجعته إلى فراشه [1].
حاول الإمام زين العابدين (عليه السلام) أن يخرج للجهاد رغم مرضه، فمنعه سيد الشهداء (عليه السلام). و الواقع أن اللّه تعالى قد أمرض سيد الساجدين، فطال زمان كونه عليلا ليسقط عنه الجهاد، حفظا للعالم عن أن ينهدم و يبيد. و قد أثر عن الحسين (عليه السلام) قوله: و حاشا اللّه عزّ و جلّ شأنه الكبير المتعال، أن يبقي الأرض بلا حجة من نسلي.
130- الحسين (عليه السلام) يوصي لابنه زين العابدين (عليه السلام) بالإمامة أكثر من مرة:
(أسرار الشهادة للدربندي، ص 406)
قال الفاضل الدربندي: اعلم أن وصية سيد الشهداء (عليه السلام) على ولده سيد الساجدين (عليه السلام) و تنصيصاته بإمامته، كما أنها قد وقعت مرات عديدة قبل خروجه (عليه السلام) من المدينة، فكذا إنها قد وقعت مرات في كربلاء. و ما استفيد من الأخبار أنها وقعت في كربلاء أربع مرات: مرة في ليلة عاشوراء، و مرة في طلب زين العابدين (عليه السلام) الجهاد، و مرة قبيل شروع الإمام الحسين (عليه السلام) في الجهاد، و مرة بعد صدور مجاهدات كثيرة و قتل آلاف من الناس في جملة من الحملات منه (عليه السلام).
131- وصية الإمام الحسين (عليه السلام) لزين العابدين (عليه السلام):
(العيون العبرى للميانجي، ص 176؛ و أسرار الشهادة، ص 403)
عن (إثبات الوصية) قال: ثم أحضر علي بن الحسين (عليه السلام) و كان عليلا،