نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 2 صفحه : 141
فأقبل على أم كلثوم (عليها السلام) و قال لها: أوصيك يا أخيّة بنفسك خيرا، و إني بارز إلى هؤلاء القوم. فأقبلت سكينة و هي صارخة و كان يحبها حبا شديدا، فضمّها إلى صدره و مسح دموعها بكمه، و قال:
سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي * * * منك البكاء إذا الحمام دهاني
لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة * * * ما دام مني الروح في جثماني
فإذا قتلت فأنت أولى بالذي * * * تأتينه يا خيرة النسوان
124- نعي الحسين (عليه السلام) نفسه، و طلب نسائه الرجوع إلى حرم جدهم (صلى الله عليه و آله و سلم)
(مقتل أبي مخنف، ص 84)
قال أبو مخنف: ثم نادى (عليه السلام): يا أم كلثوم و يا زينب و يا سكينة و يا رقية و يا عاتكة و يا صفية، عليكنّ مني السلام، فهذا آخر الاجتماع، و قد قرب منكن الافتجاع. فصاحت أم كلثوم: يا أخي كأنك استسلمت للموت!. فقال لها الحسين (عليه السلام): يا أختاه فكيف لا يستسلم من لا ناصر له و لا معين!. فقالت:
يا أخي ردّنا إلى حرم جدنا. فقال لها: يا أختاه هيهات هيهات، لو ترك القطا ليلا لنام. فرفعت سكينة صوتها بالبكاء و النحيب، فضمّها الحسين (عليه السلام) إلى صدره الشريف و قبّلها و مسح دموعها بكمّه.
125- الوداع الأخير
(أسرار الشهادة للفاضل الدربندي، ص 423)
(و في رواية) فنادى في تلك الحالة: يا زينب يا أم كلثوم و يا سكينة يا رقية يا فاطمة، عليكنّ مني السلام. فأقبلت زينب (عليها السلام) فقالت: يا أخي، أيقنت بالقتل؟.
فقال (عليه السلام): كيف لا أيقن و ليس لي معين و لا نصير؟. فقالت:
يا أخي ردّنا إلى حرم جدنا. فقال (عليه السلام): هيهات، لو تركت ما ألقيت نفسي في المهلكة، و كأنكم غير بعيد كالعبيد، يسوقونكم أمام الركاب، و يسومونكم سوء العذاب. فلما سمعته زينب (عليها السلام) بكت، و جرى الدموع من عينيه، و نادت:
وا وحدتاه، وا قلة ناصراه، وا سوء منقلباه، وا شؤم صباحاه. فشقّت ثوبها و نشرت شعرها و لطمت على وجهها. فقال الحسين (عليه السلام): مهلا لها، يا بنت المرتضى، إن البكاء طويل. فأراد أن يخرج من الخيمة، فلصقت به زينب (عليها السلام) فقالت: مهلا يا أخي، توقّف حتى أزوّد من نظري، و أودّعك وداع مفارق لا تلاق
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 2 صفحه : 141