responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 606

السماء يموتون و أهل الأرض لا يبقون، و كل شي‌ء هالك إلا وجهه، له الحكم و إليه ترجعون. فأين أبي وجدي اللذان هما خير مني، فلي بهما و لكل مؤمن أسوة حسنة.

و عزّاها، ثم قال لها: بحقي عليك يا أختاه، إذا أنا قتلت فلا تشقّي عليّ جيبا و لا تخمشي عليّ وجها [1]. ثم ردّها إلى خدرها.

(وروي) أنه لما سمعت ذلك أخته زينب أو أم كلثوم جاءت إلى الحسين (عليه السلام) و قالت: يا أخي هذا كلام من أيقن بالموت، قال: نعم يا أختاه. قالت: إذن فردّنا إلى حرم جدنا. فقال: يا أختاه لو ترك القطا (ليلا) لنام. فقالت: و اثكلاه ليت الموت أعدمني الحياة، مات جدي رسول اللّه و مات أبي علي و ماتت أمي فاطمة و مات أخي الحسن، و بقي ثمال أهل البيت، و اليوم ينعى إليّ نفسه. و بكت، فبكت النسوة و لطمن الخدود و شققن الجيوب، و جعلت أخته تنادي: وا محمداه وا أبا القاسماه، اليوم مات جدي محمّد (صلى الله عليه و آله و سلم). وا أبتاه وا علياه، اليوم مات أبي علي. وا أماه وا فاطماه، اليوم ماتت أمي فاطمة. وا أخاه وا حسناه، اليوم مات أبي علي. وا أماه وا فاطماه، اليوم ماتت أمي فاطمة. وا أخاه وا حسناه، اليوم مات أخي الحسن.

وا أخاه وا حسيناه، وا ضيعتنا بعدك يا أبا عبد اللّه. فعزّاها الحسين و صبّرها، و قال:

يا أختاه تعزّي بعزاء اللّه، و ارضي بقضاء اللّه، فإن أهل السماء يفوتون، و أهل الأرض يموتون، و جميع البرية لا يبقون، و كل شي‌ء هالك إلا وجهه، فتبارك اللّه الّذي إليه جميع الخلق يرجعون، فهو الّذي خلق الخلق بقدرته، و يفنيهم بمشيئته، و يبعثهم بإرادته. يا أختاه كان جدي و أبي و أمي و أخي خيرا مني و أفضل، و قد ذاقوا الموت و ضمّهم التراب، و إن لي و لك و لكل مؤمن برسول اللّه أسوة حسنة.

ثم قال (عليه السلام): يا زينب و يا أم كلثوم و يا فاطمة و يا رباب، أنظرن إذا أنا قتلت فلا تشققن عليّ جيبا، و لا تخمشن عليّ وجها، و لا تقلن فيّ هجرا.

(و في تاريخ اليعقوبي، ج 2 ص 243) عن زين العابدين (عليه السلام) أن الحسين (عليه السلام) قال هذه الأبيات عشية اليوم التاسع من المحرم.

قال علي بن الحسين (عليه السلام): إني لجالس في العشية التي قتل أبي الحسين بن علي (عليهما السلام) في صبيحتها، و عندي عمتي زينب تمرّضني، إذ دخل أبي و هو يقول:

[يا دهر أفّ لك من خليل‌] ... إلى آخر الأبيات المتقدمة.


[1] مقتل الحسين لأبي مخنف ص 50، و أورد المقرم نظير هذا الكلام ص 264 في ليلة عاشوراء منقولا عن اللّه وف. ولدى الرجوع إلى اللّه وف ص 45 تبيّن أنه أورده هنا أول نزوله (عليه السلام) كربلاء.

نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 606
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست