responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 510

و القيام، لا تشغلك عنهما ملاهي الدنيا و أباطيلها، فإنّ كل ما اشتغلت به عن اللّه يضرّ و يفنى، و كل ما اشتغلت به من أسباب الآخرة ينفع و يبقى، و السلام.

فلما قرأ يزيد كتاب ابن عباس أخذته العزة بالإثم، و همّ بقتل ابن عباس، فشغله عنه أمر ابن الزبير، ثم أخذه اللّه- بعد ذلك بيسير- أخذا عزيزا.

603- نصيحة عبد اللّه بن عباس للحسين (عليه السلام) و فيها يتخوّف عليه من أهل الكوفة و يدعوه للبقاء في مكة:

(مقتل الخوارزمي، ج 1 ص 216)

و قدم ابن عباس في تلك الأيام إلى مكة، و قد بلغه أن الحسين عزم على المسير، فأتى إليه و دخل عليه مسلّما. ثم قال له: جعلت فداك، إنه قد شاع الخبر بين الناس و أرجفوا بأنك سائر إلى العراق، فبيّن لي ما أنت عليه. فقال: نعم قد أزمعت على ذلك في أيامي هذه إنشاء اللّه، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم. فقال ابن عباس: أعيذك بالله من ذلك، فإنك إن سرت إلى قوم قتلوا أميرهم و ضبطوا بلادهم و اتقوا عدوهم، ففي مسيرك إليهم لعمري الرشاد و السداد، و إن سرت إلى قوم دعوك إليهم و أميرهم قاهر لهم، و عمّالهم يجبون بلادهم، فإنما دعوك إلى الحرب و القتال. و أنت تعلم أنه بلد قد قتل فيه.

أبوك، و اغتيل فيه أخوك، و قتل فيه ابن عمك‌ [1] و قد بايعه الناس، و عبيد اللّه في البلد يفرض و يعطي، و الناس اليوم عبيد الدينار و الدرهم، فلا آمن عليك أن تقتل.

فاتّق اللّه و الزم هذا الحرم، فإن كنت على حال لا بدّ أن تشخص، فصر إلى اليمن، فإن بها حصونا لك، و شيعة لأبيك، فتكون منقطعا عن الناس. فقال الحسين (عليه السلام): لا بدّ من العراق!. قال: فإن عصيتني فلا تخرج أهلك و نساءك، فيقال إن دم عثمان عندك و عند أبيك، فو الله ما آمن أن تقتل و نساؤك ينظرن كما قتل عثمان. فقال الحسين (عليه السلام): و الله يابن عم لأن أقتل بالعراق أحبّ إليّ من أن أقتل بمكة، و ما قضى اللّه فهو كائن، و مع ذلك أستخير اللّه و أنظر ما يكون.

و في (تذكرة الخواص) لسبط ابن الجوزي، ص 250:


[1] يقصد به مسلم بن عقيل. و يستفاد من هذا الكلام أن الحسين (عليه السلام) علم بمقتل مسلم و هو في مكة، مع أن مسلما استشهد يوم التروية في اليوم الّذي سار فيه الحسين (عليه السلام) إلى العراق.

و تدل الروايات المؤكدة على أنه (عليه السلام) لم يبلغه ذلك إلا و هو في منتصف الطريق في (زرود).

نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 510
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست