نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 472
فوثب إليه هاني و قال له: يا سيدي ناشدتك اللّه لا تفعل ذلك، و لا تحدث في منزلنا حادثة، فإن فيه نسوة ضعافا و أطفالا صغارا فأخاف عليهم. فقال مسلم: معاذ اللّه أن يصاب أحد من أجلنا بمكروه، فنكون قد تقلدّنا إثمه. و قبل قول هاني و أطاع أمره و بقي على حاله. فأبطأ ذلك على شريك، فجعل يتمثّل بهذه الأبيات:
ما تنظرون بسلمى لا تحيّوها * * * حيّوا سليمى و حيّوا من يحيّيها
هل شربة عذبة أسقى على ظمأ * * * و لو تلفت و كانت منيتي فيها
و إن تخشّيت من سلمى مراقبة * * * فلست تأمن يوما من دواهيها
542- زيارة ابن زياد لشريك بن الأعور في دار هانئ:
(الأخبار الطوال لأبي حنيفة الدينوري، ص 234)
قال أبو حنيفة الدينوري: و مرض شريك بن الأعور في منزل هانئ مرضا شديدا.
و بلغ ذلك عبيد اللّه بن زياد، فأرسل إليه يعلمه أنه يأتيه عائدا.
فقال شريك لمسلم: إنما غايتك و غاية شيعتك هلاك هذا الطاغية، و قد أمكنك اللّه منه، و هو صائر إليّ ليعودني، فقم فادخل الخزانة، حتّى إذا اطمأن عندي، فاخرج إليه فقاتله. ثم صر إلى قصر الإمارة فاجلس فيه، فإنه لا ينازعك فيه أحد من الناس. و إن رزقني اللّه العافية صرت إلى البصرة، فكفيتك أمرها، و بايع لك أهلها.
فقال هانئ: ما أحبّ أن يقتل في داري ابن زياد.
فقال له شريك: و لم؟. فوالله إنّ قتله لقربان إلى اللّه.
ثم قال شريك لمسلم: لا تقصّر في ذلك.
فبينا هم على ذلك إذ قيل لهم: الأمير بالباب!. فدخل مسلم بن عقيل الخزانة.
و دخل عبيد اللّه بن زياد على شريك، فسلّم عليه، و قال: ما الذي تجد و تشكو؟.
فلما طال سؤاله إياه، استبطأ شريك خروج مسلم، و جعل يقول و يسمع مسلما:
ما تنظرون بسلمى عند فرصتها * * * فقد وفى ودّها و استوسق الصّرم [1]