responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 374

تعليق على القرماني:

رغم احترامي للشيخ القرماني الدمشقي، و ثقتي بدينه و تقواه و تعظيمه لأهل البيت (عليهم السلام)، إلا أن كلامه المتقدم لا يمكن السكوت عليه، من عدة وجوه:

1- يقول: إن ما شجر بين الصحابة الأولين هو من قبيل أن الواحد منهم قد اجتهد فأخطأ. و أقول: إن الخطأ في الاجتهاد مقبول بالنسبة لأهل العلم و الذين قضوا حياتهم في الدين و الفقه، فهؤلاء بعد تحصيلهم كل هذه العلوم إذا اجتهدوا و صدف أن أخطؤوا فيمكن التجاوز عنهم. لكن هذا لا ينطبق على مثل مروان بن الحكم و معاوية و الحجاج و غيرهم. فمعاوية رجل ليس عنده أي رصيد من الدين، و كل أعماله كانت صادرة من مصلحته الشخصية، و هذا هو الّذي دعاه إلى تولية يزيد، و هو يعلم أنه أفجر الناس أجمعين. فليس معاوية من الذين يجوز لهم الاجتهاد في أمور الدين أصلا، حتّى نقول إنه اجتهد فأخطأ أو أصاب.

2- إن الاجتهاد الّذي يحتمل فيه الإصابة و الخطأ، هو الاجتهاد في الأمور المبهمة المشتبه فيها، و ليس في الأشياء الواضحة الثابتة مثل خلافة أمير المؤمنين (عليه السلام). فكيف يجوز لأحد أن يجتهد فيها، و يقول إنها صحيحة أو غير صحيحة بعد أن اجتمع المسلمون عليها. و هذا انطلاقا من كلام رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم):

«لا اجتهاد في موضع النص». فما عمله معاوية في عدم مبايعته للإمام علي (عليه السلام) و إراقته الدماء في سبيل ذلك، هو ليس اجتهاد، و إنما هو خروج كامل عن الدين و الإسلام.

3- إن القرماني يقول: إن ما شجر بين الصحابة يلزم عدم ذكره بل ستره، و إذا علمنا أن ما فعله معاوية و أمثاله من العمل على اقتتال المسلمين و إراقة دمائهم، و بالتالي ضياع الإسلام تشتيت المسلمين، هو يحصل في كل زمان، و لا أحد يسكت عنه، فكيف نسكت عن الأولين الذين هم كانوا أول من فتح باب الفتن و الدماء على هذه الأمة، و هم الذين سنّوا أساس الكفر و النفاق؟ إن هؤلاء أولى بالذكر و التعرية و الإنكار ممن جاء بعدهم، لقول النبي (صلى الله عليه و آله و سلم): «من سنّ سنّة سيئة فعليه وزرها و وزر من عمل بها إلى يوم القيامة».

نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 374
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست