نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 372
منه فوق ما تعلمان. و قد كان أمر (يزيد) ما سبقتم إليه و إلى تجويزه، و قد علم اللّه ما أحاول به من أمر الرعية، من سدّ الخلل و لمّ الصدع بولاية يزيد، بما أيقظ العين و أحمد الفعل. هذا معناي في (يزيد)، و فيكما فضل القرابة، و حظوة العلم، و كمال المروءة، و قد أصبت من ذلك عند يزيد على المناظرة و المقابلة، ما أعياني مثله عندكما و عند غيركما، و مع علمه بالسنة و قراءة القرآن، و الحلم الّذي يرجح بالصم الصلاب. و قد علمتما أن الرسول المحفوظ بعصمة الرسالة، قدّم على الصدّيق و الفاروق و من دونهما من أكابر الصحابة و أوائل المهاجرين يوم غزوة السلاسل من لم يقارب القوم [يريد بذلك عمرو بن العاص]، و في رسول اللّه أسوة حسنة. فمهلا بني عبد المطلب، فأنا و أنتم شعبا نفع وجد، و ما زلت أرجو الإنصاف في اجتماعكما، فما يقول القائل إلا بفضل قولكما، فردّا على ذي رحم مستعتب، ما يحمد به البصيرة في عتابكما. و أستغفر اللّه لي و لكما.
409- ردّ الإمام الحسين (عليه السلام) على كلام معاوية:
(المصدر السابق، ص 128)
قال: فتيسّر ابن عباس للكلام و نصب يده للمخاطبة، فأشار إليه الحسين (عليه السلام) و قال: على رسلك، فأنا المراد، و نصيبي في التهمة أوفر. فأمسك ابن عباس.
فقام الحسين (عليه السلام) فحمد اللّه و صلّى على الرسول (صلى الله عليه و آله و سلم)، ثم قال:
أما بعد يا معاوية، فلن يؤدّي القائل و إن أطنب في صفة الرسول (صلى الله عليه و آله و سلم) من جميع جزءا، و قد فهمت ما لبّست به الخلف بعد رسول اللّه من إيجاز الصفة، و النكب عن استبلاغ البيعة. و هيهات هيهات يا معاوية، فضح الصبح فحمة الدجى، و بهرت الشمس أنوار السّرج، و لقد فضّلت حتّى أفرطت، و استأثرت حتّى أجحفت، و منعت حتّى بخلت، و جرت حتّى جاوزت، ما بذلت لذي حق من اسم حقه من نصيب، حتّى أخذ الشيطان حظه الأوفر و نصيبه الأكمل. و فهمت ما ذكرته عن (يزيد) من اكتماله و سياسته لأمة محمّد (صلى الله عليه و آله و سلم). تريد أن توهم الناس في يزيد، كأنك تصف محجوبا، أو تنعت غائبا، أو تخبر عما كان مما احتويته بعلم خاص، و قد دلّ يزيد من نفسه على موقع رأيه، فخذ ليزيد فيما أخذ به، من استفزازه الكلاب المهارشة عند التحارش، و الحمام السّبّق لأترابهن، و القينات ذوات المعازف و ضروب الملاهي، تجده ناصرا. ودع عنك ما تحاول، فما أغناك أن تلقى اللّه بوزر
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 372