نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 277
من هذه الوثيقة المقدسة، نتعرّف على أسباب النهضة لإحقاق الحق و إزهاق الباطل، و هي:
1- وجود الأنصار الملتزمين، الذين لا يسلمون رئيسهم عند الوثبة.
2- أن النهضة تكون أكثر تعيّنا على العلماء و هم قادة الحق و الدين، فالله قد أخذ ميثاقهم على إنكار كل ظلم و حيف، و على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، إذا كان في ذلك فائدة تحصل، آنيّة أو مستقبلية.
و من هذا المنطلق وجد الحسين (عليه السلام) أن الانحراف عن الدين استشرى، و أنه قد تسلّط على الخلافة أعتى وجوه القوم. فحين آنس من الأنصار القيام،
لم يتلكأ ساعة عن إعلان النهضة. إنها المسؤولية الشرعية الكبرى التي تقع على كل مسلم، و على كل عالم، فكيف على إمام الأمة و ممثل الإسلام؟!.
و في مقابل هذه النهضة المبينة، بدأ الإعلام الأموي يفعل فعله.
280- الإعلام الأموي المضاد للثورة:
(ثورة الحسين في الواقع التاريخي و الوجدان الشعبي ص 28- 31)
قال الشيخ محمّد مهدي شمس الدين:
لقد تمثلت جهود الأمويين في سبيل تعطيل فعل الثورة في الأمة باتجاهات ثلاثة:
- الاتجاه الأول: رفع مسؤولية يزيد عما حدث، و إلقاء المسؤولية على ابن زياد. تماما كما فعل في كتابه الصغير الّذي وصفه المؤرخون بأنه (أذن فأرة) و قد أرفقه يزيد مع كتابه الكبير إلى الوليد بن عتبة و اليه على المدينة، بأخذ البيعة من أهلها. و جاء في كتابه الصغير: خذ البيعة من الحسين (عليه السلام)، فإن أبى فاضرب عنقه، و ابعث إليّ برأسه. أراد بهذا الكتاب الصغير أيضا تعمية الأمر على الناس و خداعهم و إضاعة المسؤولية.
- الاتجاه الثاني: تشويه الثورة، و منه إيهام الناس بأن الحسين (عليه السلام) عرض على يزيد أن يضع يده في يده. و هذا محال ينفيه تصريح عقبة بن سمعان. ثم إيهام الناس أن الثورة هي من صنع الخوارج و الحرورية.
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 277