نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 273
ثورته، في غير النصر الآنيّ الحاسم، و في غير الاستيلاء على مقاليد الحكم و السلطان.
فالنصوص المتوفرة لدينا تدلّ بصراحة على أن الحسين (عليه السلام) كان عالما بالمصير الّذي كان ينتظره. و لقد كان يجيب من ينصحه بالمهادنة و السكوت، و من يخوفونه بالموت:
«لقد غسلت يدي من الحياة، و عزمت على تنفيذ أمر اللّه» [1].
276- محاولة معاوية حرف مبادئ الإسلام على المستويين النظري و العملي:
(المصدر السابق، ص 117)
لقد مال الإمام الحسن (عليه السلام) من خلال صلحه مع معاوية إلى إيقاف العمل السياسي و العسكري الظاهر و لو مؤقتا، لكي يسترجع الإمام (عليه السلام) قيادته، و ثقة الجماهير به، بعد أن ينكشف معاوية أمام الجماهير، و تتضح معالم أطروحته الجاهلية لها. فمعاوية في أواخر حياته فقد كل رصيده الروحي، و كل تلك المبررات التي اصطنعها لنفسه، محاولا تزييفها في نفوس المسلمين.
و حين سيطر معاوية على الحكم نتيجة للهدنة مع الحسن (عليه السلام) بدأ يعمل بدأب من أجل تهديم الإسلام و حرفه، و من أجل تثبيت أطروحته و قيادته الجاهلية، سواء على المستوى النظري أو المستوى العملي.
277- تغيير مفاهيم الإسلام:
(المصدر السابق)
أخذ معاوية يعمل على طمس و تشويه النظرية الإسلامية و محاولة تزييفها، و لعل أخطر ما توصل إليه الأمويون من طرق التغلب على الشعور الإسلامي الثائر، و تحطيم ما لأهل البيت (عليهم السلام) من سلطان روحي على المسلمين؛ و ذلك بتخدير شعورهم الديني، و إيجاد تبرير ديني لسلطان بني أمية، أو على الأقل لكبح الجماهير عن الثورة، برادع داخلي هو الدين نفسه.
و تمثلت أساليبه في طمس النظرية الإسلامية و تزييفها بالخطين التاليين:
1)- اختلاق الأحاديث و شراء الأحاديث من بعض الذين كان لهم من
[1] ثورة الحسين (عليه السلام) في الواقع التاريخي و الوجدان الشعبي، ص 20.
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 273