و كم راكب ظهر الظلام مغلّس # إلى قهوة صفراء معدومة المثل
إذا نفّذ الخمار دنّا بمبزل # تبينت وجه السكر في ذلك البزل
و كم من صريع لا يدير لسانه # و من ناطق بالجهل ليس بذي جهل
ترى شرس الأخلاق من بعد شربها # جديرا ببذل المال و الخلق السهل
جمعت بها شمل الخلاعة برهة # و فرّقت مالا غير مصغ إلى عذل
لقد غنيت دهرا بقربي نفيسة # فكيف تراها حين فارقها مثلي» [1] ؟
و قد ورد ذكر القاطول في شعر علي بن الجهم و البحتريّ و غيرهما و في عدة تواريخ [2] .
و القاطول الكسروي له صلة بنهر يكاد يكون خياليا لأن اسمه يعني كل انكسار كان يحدثه الفيضان في ضفته اليسرى، قال ياقوت: «القورج:
بالضم ثم السكون وراء مفتوحة و جيم، هو نهر بين القاطول و بغداد منه يكون غرق بغداد كل وقت تغرق. و كان السبب في حفر هذا النهر أن كسرى لما حفر القاطول أضرّ ذلك بأهل الأسافل و انقطع عنهم الماء حتى افتقروا و ذهبت أموالهم، فخرج أهل تلك النواحي إلى كسرى يتظلمون إليه مما حل بهم، فوافوه و قد خرج متنزها، فقالوا: أيها الملك إنّا جئنا نتظلم. فقال:
ممّن؟قالوا: منك، فثنى رجله و نزل عن دابّته و جلس على الأرض،
[1] معجم البلدان في «القاطول» . و للدكتور أحمد سوسه. بحث مفصل عن القاطول الكسروي و القواطيل الأخرى في كتابه البارع «ري سامراء في عهد الخلافة العباسية» «1: 144-211» ظن فيه أن مجرى قاطول القناية هو مجرى نهر القورج.
[2] ذكر الجهشياري أن يحيى بن خالد البرمكي هو الذي احتفر قاطول الرشيد و استخرج نهرا سماه أبا الجند و أنفق عليه عشرين مليون درهم أي مليوني دينار بالقيمة الشرعية «الوزراء و الكتاب ص 177 طبعة البابي بمصر» .
نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر جلد : 13 صفحه : 31