نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر جلد : 13 صفحه : 292
عابرة، او اشارات فيها شيء من التفصيل، الى سامراء في رحلات هؤلاء الغربيين، حيث ان اكلاكهم كانت تقف في شواطئها فيتلبثون فيها بعض الوقت.
و أقدم ما عثرنا عليه من هذا القبيل ذكر سامراء في رحلة الرحالة الفرنسي المشهور جان بابتيست تافيرنييه الذي زار العراق في منتصف القرن السابع عشر للميلاد.
و قد وصف في رحلته طريق النهر من الموصل الى بغداد و أتى فيها على ذكر [1] سامراء. فهو يقول (الص 74 من الترجمة العربية) : .. و في اليوم الثاني و العشرين-شباط 1652-بعد ان بقينا ساعتين في الماء، التقينا بجدول يأخذ ماءه من دجلة لسقي الأراضي هناك، و يمتد الى قرب قبالة بغداد، و هناك يصب في دجلة مرة ثانية. و من هناك نزلنا الى البر في الجهة الكلدانية، لأنه كان برفقتنا مسلمون أحبوا ان يتبركوا بزيارة مكان يقال له سامراء، و فيها جامع لا يبعد اكثر فرسخ من النهر، يؤمه كثير من المسلمين لتقديم فروض العبادة، خاصة الهنود و التتر الذين يعتقدون ان اربعين نبيا من أنبيائهم مدفونون هناك. و لما علموا اننا نصارى لم يسمحوا لنا بأن نطأ أرضه. و على خمس مائة خطوة من الجامع برج مشيد بمهارة فائقة، له مرقاتان من خارجه تدوران حوله دوران الحلزون. و إحدى هاتين المرقاتين أعمق في بناية البرج من الأخرى و كان بامكاني ان امعن النظر فيه اكثر من هذا لو سمح لي بالدنو منه الى مسافة قريبة. و الذي لاحظته انه مشيد بالآجر و تبدو عليه مسحة القدم. و على نصف فرسخ منه تبدو ثلاثة أبواب كبيرة كأنها أبواب قصر عظيم. و في الحقيقة لا يبعد في هذه الأنحاء ان كانت مدينة عظيمة، لأن مسافة ثلاثة فراسخ على طول النهر لا يرى شيء سوى الخرائب و الأطلال.