نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر جلد : 13 صفحه : 229
حجرا صلبا.
و يتضح من دراسة هذا المبنى أنه من أبنية العصر الذي بنيت فيه سائر الأبنية التي تلاحظ أطلالها في سامراء اليوم، من حيث الانشاء و المواد.
كما أن نوع الحجر الاصطناعي الغريب المستعمل في البناء يدل على أنه من الفترة المتأخرة في تاريخ سامراء العباسية، لأن هذه المادة الانشائية قد استعملت كذلك في تشييد قصر العاشق، و ليس في تشيييد الابنية الأقدم منه. و اذا ما بحثنا في المعلومات المتيسرة لدينا عن دفن الخلفاء الذين عاشوا في سامراء نجد أن أولهم، و هو المعتصم، قد دفن في الجوسق الخاقاني، و ان الواثق قد دفن في الهاروني، و ان والدة المتوكل قد دفنت في جامع «الجعفرية» -أي في أبي دلف-اما المتوكل نفسه فقد دفن في القصر الجعفري. لكن المنتصر ابنه كان أول خليفة عباسي يعرف قبره بوجه عام لأن أمه اليونانية طلبت رخصة من المسؤولين لا قامة قبة خاصة فوق قبره فلبي طلبها، و يقع هذا الضريح فيما بجاور «قعر الصوامع» . هذا و قد عرف ان المعتز و المهتدي كانا قد دفنا في نفس القبة بعد ذلك أيضا. و يقول كريسويل ان العلامة هرتسفيلد [1] يقترح، بناء على وجود هذه الأدلة القوية، بأن القبة الصليبية ربما تكون هي القبة التي دفن فيها أولئك الخلفاء الثلاثة من العباسيين. فقد نقب في كانون الأول 1911 تحت تبليط هذه القبة فعثر على ثلاثة قبور إسلامية في تلك البقعة [2] ، و لذلك يمكن ان يعتبر هذا الاكتشاف تأييدا جليا لقوله ان القبة الصليبية نفسها هي القبة التي أقامتها أم المنتصر فوق قصر ابنها بعد ان قتل في حزيران 862 م.
و على هذا فانها لا تعد أقدم قبة في الاسلام فقط و انما تعد أيضا أول قبة من هذا القبيل فيه.