قال: فكان الجنيديّ يلزم أبا الحسن، ... ثمّ إنّي لقيته في يوم جمعة، فسلّمت عليه و قلت له: ما قال هذا الغلام الهاشميّ الذي تؤدّبه؟
فقال- منكرا عليّ-: تقول الغلام و لا تقول الشيخ الهاشميّ؟! أنشدك اللّه هل تعلم بالمدينة أعلم مني؟ قلت: لا!
قال: فإنّي و اللّه! أذكر له الحزب من الأدب، أظنّ أنّي قد بالغت فيه، فيملي عليّ بابا فيه أستفيده منه، و يظنّ الناس أنّى أعلّمه، و أنا و اللّه أتعلّم منه ... ثمّ لقيته بعد ذلك فسلّمت عليه و سألته عن خبره و حاله، ثمّ قلت:
ما حال الفتى الهاشميّ؟
فقال لي: دع هذا القول عنك، هذا و اللّه! خير أهل الأرض، و أفضل من خلق اللّه، إنّه لربّما همّ بالدخول فأقول له: تنظر حتّى تقرأ عشرك.
فيقول لي: أيّ السور تحبّ أن أقرأها؟
أنا أذكر له من السور الطوال ما لم تبلغ إليه، فيهذّها بقراءة لم أسمع أصحّ منها من أحد قطّ، و جزم أطيب من مزامير داود النبيّ (عليه السلام) الذي إليها من قراءته يضرب المثل ... [1].
(460) 3- الشيخ الصدوق (رحمه الله): ... سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا من حضر موت الحسن بن عليّ بن محمّد العسكريّ (عليهما السلام) و دفنه، ... فقد حضرنا ... بعد مضيّ أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ بثمانية عشر سنة، أو أكثر، مجلس أحمد بن عبيد اللّه بن يحيى بن خاقان، و هو عامل السلطان يومئذ على الخرائج و الضياع بكورة قمّ، و كان من أنصب خلق اللّه و أشدّهم عداوة لهم ....