الفصل الخامس: زيارته و التوسّل به (عليه السلام) و فيه موضوعان
ممّا لا ريب فيه أنّ زيارة القبور، خاصّة قبور الأنبياء، و أئمّة أهل بيت النبوّة (عليهم السلام)، و الصالحين، و التوسّل بهم، من الأمور المرغّب فيها شرعا عند المسلمين، و عند الشيعة الإماميّة، لأنّ رسول اللّه و أهل بيته (عليهم السلام)، هم الوسيلة إلى اللّه تعالى، انطلاقا من الآية الكريمة: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ ابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ[1] و التي قال رسول اللّه بعد قراءتها: «نحن الوسيلة إلى اللّه و الوصلة إلى رضوان اللّه ... [2]. و أنّ زيارتهم (عليهم السلام) بمنزلة زيارة اللّه تبارك و تعالى، كما ورد عن عليّ بن موسى الرضا (عليهما السلام)، عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) في حديث طويل: «من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار اللّه» [3].