قال: سلهم. فسألتهم عمّا فعلوا؟
فقالوا: هذا رجل يأتينا كلّ سنة، فيعرض علينا الدين، و يقيم عندنا عشرة أيّام، و هو وصيّ نبيّ المسلمين. فأمرني بذبحهم فذبحتهم عن آخرهم.
فلمّا كان وقت العتمة صرت إلى أبي الحسن (عليه السلام) فإذا خادم على الباب، فنظر إليّ فلمّا بصر بي قال: ادخل فدخلت فإذا هو- (عليه السلام)- جالس فقال:
يا بلطون! ما صنع القوم؟
فقلت: يا ابن رسول اللّه! ذبحوا و اللّه عن آخرهم.
فقال لي: كلّهم؟
فقلت: إي و اللّه!
فقال (عليه السلام): أ تحبّ أن تراهم؟
قلت: نعم، يا ابن رسول اللّه! فأومأ بيده أن ادخل الستر فدخلت، فإذا أنا بالقوم قعود و بين أيديهم فاكهة يأكلون [1].
الثاني- إحضاره (عليه السلام) أبا طالب في نوم المتوكّل و إخباره عمّا رأى فيه:
1- البحرانيّ (رحمه الله): ... عليّ بن عبيد اللّه الحسينيّ قال: ركبنا مع سيّدنا أبي الحسن (عليه السلام) إلى دار المتوكّل في يوم السلام ....
فقال له المتوكّل: قد سمعت هذا الحديث: أنّ أبا طالب في ضحضاح من نار، أ فتقدر يا أبا الحسن أن تريني أبا طالب بصفته حتّى أقول له و يقول لي؟
[1] الثاقب في المناقب: 529، ح 465.
عنه مدينة المعاجز: 7/ 49 ح 2483، و حلية الأبرار: 5/ 57، ح 7.
قطعة منه في: (إجلال الناس له (عليه السلام)) (تعليمه (عليه السلام) الناس دينهم) و (خادمه (عليه السلام)) و (أحواله (عليه السلام) مع المتوكّل).