المقصد الرابع: في التيمم

و فيه مباحث:

المبحث الأول: فيما يتوقف على التيمم

التيمم قائم مقام الوضوء و الغسل الرافعين للحدث في المبيحين كالوضوء و الغسل لمستدام الحدث فيثبت لما ثبت له الوضوء و الغسل من واجبات مشروطة بهما أو مستحبات. كذلك رواتب أو غيرها موقوتات أو غيرها أو مباحات كذلك عند لابديّة فعلها و عدمه و قد تقدم تفصيله. و في الحاق الغايات الراجحين لها الغير المشروطة بهما من واجبات و مستحبات و مباحات وجهان. اقواهما ذلك و يستثنى من ذلك ما إذا منع منه مانع خارجي كالتيمم قبل دخول الوقت للصلاة تهيؤاً لها فإنه لا يصح لما فيه من التيمم قبل دخول الوقت و في التيمم لما شرعت الطهارة له احتراماً كالمسّ و اللبث و الاجتياز وجهان اقربهما ذلك لحصول الطهارة الشرعية فيحصل الاحترام بها، و كذا في التيمم مقام الوضوء حيث تكون غايته الكون على الطهارة الوجهان اقربهما العدم لعدم ثبوت الكون على الاباحة غاية فلا يشرع له الطهارة مائية أو ترابية، و أما الأغسال و الوضوءات الغير رافعة للحدث صورية كانت أو مكملة أو مستقلة كالأغسال المستحبة. فالبدلية فيها لا تخلو من وجه قوي الا حيث يكون التيمم تجديدياً لمائية سابقة أو ترابية مثلها أو مكملًا لمائية سابقة كالتيمم عن الوضوء للمذي و نحوه ففيه وجهان و الأحوط بل الأقوى العدم و في المكمل لترابية سابقة كالتيمم لخروج المذي لمتيمم الأقوى ثبوت البدلية فيه.

المبحث الثاني: في كيفية التيمم

و هو ان تضرب بباطن الكفين دون ظاهرهما أو ظاهر احدهما و باطن الأخرى مجتمعين أو منفردين مضمومي الاصابع أو منفرجها، و الأول الأحوط ضرباً غير متعاقبين فيه و لا يكفى مجرد الوضع عنه من دون قوة اختياراً على التراب أو غيره مما يسمى ارضاً سواء كانت اليد مستعلية على الأرض أو بالعكس، أو مساقة و سواء كانت الأرض على غيرها و لو وجه المتيمم اولا و لا يكفي ضرب الأرض على اليد أو تضاربهما على اشكال و يلزم استيعاب ظاهر باطن الكفين في الوضع و لا يلزم تحرّي الشقوق و فرج الأصابع و في لزوم الاستيعاب في الضرب كالوضع وجهان اقواهما ذلك، و أما النفض فمندوب و كذا مراعاة اصل المعوّق و يمسح بهما مجتمعين أو منفردين و الجمع احوط غير متعاقبين في المسح. و إن تعاقبا في الوضع تمام مسطح الجبهة و هو موضع السجود من قصاص الشعر لمستوى الخلقة و غيره يرجع اليه الى أعلى الأنف مستديراً فوق الحاجبين الى الجبينين المجاورين للصدع المكثفين بالجبهة، و الأحوط ادخالهما في الممسوح، و احوط منه ادخال الحاجبين و الاحتياط بدخول الأنف الى طرفة الأسفل أو دخوله و ما حاذاه من الوجه ضعيف، و اضعف منه الاحتياط بدخول الوجه جميعاً ثمّ تمسح بباطن كفك اليسرى تمام ظهر كفك اليمنى مما يماسه باطن الكف فلا عبرة بما بين الأصابع و لا بما زاد على الكف سوى ما يتوقف عليه العلم كما يلزم مسح ما زاد الجبهة من أعلى و من أسفل لذلك و لا يبعد استحباب المسح من المرفق ثمّ تمسح بباطن كفك اليمنى تمام ظهر كفك اليسرى على ذلك النحو. و كما يلزم استيعاب ظاهر الممسوح بما يقتضيه استيعاب المسح عادة من دون تحرّي لما بين الاصابع و هو اصل