responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 53

الذي من عدوّه)[1] (فادع لنا ربّك يخرج لنا مما تنبت الأرض)[2] فلا محيص عن القول بجوازه. فتفاوت العبارات باختلاف النيات.

فمن كان داعياً دعاء الأصنام وسائر الأرباب، أو مستغيثاً كذلك، فهو كافر مشرك. وإن أراد المتعارف بين سائر الناس، فليس به بأس.

فبحق من شقّ سمعك وبصرك، أن تمعن في هذا المقام نظرك، وتصفّي نفسك عن حب الانفراد، كما يلزمنا التخلية عن حب متابعة الآباء والأجداد.

ولا فرق بين الأحياء والأموات، لأنّ من إستغاث بالمخلوق أو إستجار، على أنه فاعل مختار، فقد دخل في أقسام الكفار، فالأستغاثة بعيسى أو بمريم، حيّين أو ميّتين، تقع على القسمين.

وإعتقاد أن الميت يسمع أو لا يسمع، ليس من عقائد الدين التي تجب معرفتها على المسلمين، فمن إعتقدها: فأما أن يكون مصيباً مأجوراً، أو مخطأً معذوراً.

ومن ذلك القبيل الألفاظ التي تفيد الرّجاء، والتوكّل، والأعتماد، والتعويل، والألتجاء، والأستغاثة بغير الله، فأن هذه العبارات لو بني على ظاهرها لم يبق في الدنيا مسلم، إذ لا يخلو أحدٌ من الأستعانة على الاعداء، والأعتماد على الأصدقاء، والألتجاء إلى الأمراء، ونحو ذلك.

إلاّ أنه إن قصد الملتجأ إليه والمعول عليه من المخلوقين له اختيارٌ وتدبير في العالم لنفسه لا عن أمر الله، فذلك كفر بالله، وإلا فلا بأس.

ومما يناسب نقله في هذا المقام ما نقله القتيبي، قال: كنت جالساً عند قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فجآء أعرابي، فسلّم على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم أنشأ يقول:

يا خير من دفنت بالقاع أعظمه * فطاب من طيبهن القاع والأكم

نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه * فيه العفاف، وفيه الجود والكرم

ثم قال: ها أنا ذا يا رسول الله، فقد ظلمت نفسي، وأنا أستغفر الله وأسألك يا رسول الله أن تستغفر لي. قال القتيبي: ثم نمت، فرأيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في المنام، فقال: يا قتيبي أدرك الأعرابي وبشره أنه قد غفر الله له، قال: فأدركته وبشرته.


[1] القرآن الكريم: 28/15 (سورة القصص).

[2] القرآن الكريم: 2/61 (سورة البقرة).

نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست