و في شرح ابن أبي الحديد: كان عليّ (عليه السلام) يقنت في الفجر و المغرب و يلعن معاوية و عمرا و المغيرة و الوليد بن عقبة [2] و أبا الأعور و الضحّاك بن قيس و بسر بن أرطاة و حبيب بن مسلمة و أبا موسى الأشعري و مروان بن الحكم.
و ذكر جملة من أحوال هذا الزنديق، و ذهابه إلى الحرمين الشريفين، و قتل الجمّ الغفير من شيعته (عليه السلام)، و حرق بيوتهم، و نهب أموالهم [4].
ثمّ قال: و دعا عليّ (عليه السلام) على بسر فقال: اللّهمّ إنّ بسرا باع دينه بالدنيا، و انتهك محارمك، و كانت طاعة مخلوق فاجر آثر عنده من طاعتك [5]؛ اللّهمّ لا [6] تمته حتّى تسلبه عقله، و لا توجب له رحمتك و لا ساعة من نهار، اللّهمّ العن بسرا و معاوية و عمرا، و ليحلّ عليهم غضبك، و لتنزل بهم نقمتك، و ليصبهم بأسك و زجرك [7] الذي لا تردّه عن القوم المجرمين.
فلم يلبث بسر بعد ذلك إلّا يسيرا حتّى وسوس و ذهب عقله.
و كان يهذي بالسيف، و يقول: أعطوني سيفي أقتل به [8]، حتّى اتّخذ
[1] تاريخ الطبري: 5/ 140، الكامل في التاريخ: 3/ 383.