و قال جدي: الغالب في إطلاقاتهم ذلك أنّه يروي عن كل أحد [2].
و منها: الرواية عن الضعفاء و روايتهم عنه، كما سبق، و سبق منشأ التأمّل فيه [3].
قال جدي: تراهم يطلقون الضعيف على من يروي عن الضعفاء، و يرسل الأخبار [4]، انتهى. فتأمل.
و لعل من أسباب الضعف عندهم: قلّة الحافظة، و سوء الضبط، و الرواية من غير إجازة، و عمن لم يلقه، و اضطراب ألفاظ الرواية، و رواية ما ظاهره الغلو أو التفويض، أو نحوهما، كما هو في كتبنا المعتبرة، بل هي مشحونة منها [5].
[3] قال المامقاني في المقباس: 2/ 307 عند ذكره لأسباب الذم و ما تخيل كونه من ذلك:
فمنها: كثرة الرواية عن الضعفاء و المجاهيل، جعله القميون و ابن الغضائري من أسباب الذم، لكشف ذلك عن مسامحة في أمر الرواية.
ثم قال: و أنت خبير بأنّه كما يمكن أن يكون لذلك، يمكن أن يكون لكونه سريع التصديق، أو لأنّ الرواية غير العمل، فتأمل.
ثم قال: و منها: كثرة رواية المذمومين عنه، أو ادعاؤهم كونه منهم. و هذا كسابقه في عدم الدلالة على الذم، بل أضعف من سابقه، لأنّ الرواية عن الضعيف تحت طوعه، دون رواية المذموم عنه، فتأمل.
[5] قال المولى الكني في توضيح المقال: 44 بعد تعداده لهذه الأسباب: و بالجملة أسباب قدح القدماء كثيرة. لا يخلو من نظر، لأنّا لا ننكر كثرة أسباب القدح عندهم، إنا نمنع التعبير عن أمثال ذلك بمطلق ضعف الرجل.
نام کتاب : منتهى المقال في أحوال الرجال نویسنده : الحائري، ابو علي جلد : 1 صفحه : 113