(و عنه [1](عليه السلام): كأنّي أنظر إلى القائم (عليه السلام) و أصحابه في نجف الكوفة، كأنّ على رءوسهم الطّير، قد شنّت [2] مزادهم [3] و خلقت ثيابهم، متنكّبين قسيّهم [4]، قد أثّر السّجود بجباههم، ليوث بالنّهار، رهبان باللّيل، كأنّ قلوبهم زبر الحديد، يعطى الرّجل منهم قوّة أربعين رجلا، و يعطيهم صاحبهم التّوسّم [5]، لا يقتل أحد منهم إلّا كافرا أو منافقا [6]، فقد وصفهم اللّه بالتوسّم في كتابه: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ[7]. [8]) [9]
و ممّا جاز لي روايته عن الشّيخ الصّدوق محمّد بن عليّ بن بابويه (رحمه الله)، (يرفعه إلى
فأتوها و لو حبوا على الثّلج، فإنّ فيها خليفة اللّه المهديّ. و في ص 129 عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (عليهما السلام): تنزل الرّايات السّود الّتي تقبل من خراسان الكوفة، فإذا ظهر المهدي بمكّة بعث بالبيعة إلى المهدي. و في ص 128 عنه (عليه السلام) قال: يخرج شابّ من بني هاشم، بكفّه اليمنى خال، من خراسان برايات سود، ... يقاتل أصحاب السّفياني فيهزمهم.
[1]- مرجع الضّمير هو الباقر (عليه السلام) ظاهرا؛ و ظاهر البحار أنّه عن أبي عبد اللّه (عليه السلام)، و لا يبعد وقوع السّقط بين «و لا فضّة» و «اثنا عشر ألفا» في الحديث السّابق.
[2]- يقال: شنّ الجمل من العطش: إذا يبس، و شنّت القربة، تشنّ: إذا يبست. «لسان العرب:
13/ 241- شنن-».
[3]- مزاد جمع مزادة، و هي الّتي يحمل فيها الماء. انظر «تاج العروس: 8/ 157- زيد-». و في البحار: «فنيت أزوادهم» بدل «شنّت مزادهم».
[4]- قسيّ: جمع قوس؛ و تنكّبت القوس: ألقيتها على المنكب. انظر «المصباح المنير: 713- قوس-، و ص 858- نكب-».
[5]- توسّم الشّيء: تخيّله و تفرّسه. «القاموس: 4/ 263- الوسم-».
[6]- بدل هذه الجملة: «لا يقتل أحدا منهم إلّا كافر أو منافق» البحار.