ثمّ كتب وصيّته بيده، و كانت الضّياع الّتي في يده لصاحب الأمر كان أبوه وقفها عليه. و كان فيما أوصى إلى ابنه: إن أهّلت للوكالة، فيكون قوتك من نصف ضيعتي المعروفة بقرحيده [1]، و سائرها ملك لمولانا (عليه السلام).
فلمّا كان يوم الأربعين- و قد طلع الفجر- مات القاسم [2]. فوافاه عبد الرّحمن ثمّ خرج يعدو في الأسواق حافيا حاسرا، و هو يصيح: يا سيّداه! فاستعظم النّاس ذلك منه؛ فقال لهم: اسكتوا فقد رأيت ما لم تروا. و تشيّع و رجع عمّا كان عليه.
فلمّا كان بعد مدّة ورد كتاب من صاحب الأمر (عليه السلام) على الحسن: ألهمك طاعته، و جنّبك معصيته؛ و هو الدّعاء الّذي دعا به أبوك [3].
و بالطّريق المذكور، يرفعه إلى أحمد بن أبي روح قال: أرسلت إليّ امرأة من أهل دينور [4] فأتيتها، فقالت: يا ابن [أبي] [5] روح أنت أوثق من في ناحيتنا دينا
[2]- أثبتناه كما في الخرائج و هو الصّواب؛ و في النّسخ: «أبو القاسم».
[3]- الخرائج: 1/ 467 ح 14، و الثّاقب في المناقب: 590 ح 536/ 2 بتفاوت يسير، و في الغيبة للطّوسي: 188- 192 بزيادة و تفصيل، و كذلك فرج المهموم: 248- 252 و قال فيه ابن طاوس (رحمه الله): «نقلناه عن نسخة عتيقة جدّا من أصول أصحابنا قد كتبت- و فيما نقل عنه البحار: لعلّها قد كتبت- في زمان الوكلاء فقال فيها ما هذا لفظه: قال الصّفواني: ...». و في الصّراط المستقيم: 2/ 211 ح 11 باختصار. و في إثبات الهداة: 3/ 690- 692 ح 106 عن الغيبة و الخرائج؛ و في البحار: 51/ 313- 316 ح 37 عن الغيبة و النّجوم (فرج المهموم).
[4]- في معجم البلدان: 2/ 545: «دينور: مدينة من أعمال الجبل، قرب قرميسين، ينسب إليها خلق كثير، و بين الدّينور و همذان نيّف و عشرون فرسخا، و من الدّينور إلى شهرزور أربع مراحل، و الدّينور بمقدار ثلثي همذان ...».