أخبرني جماعة عن أبي عبد اللّه الحسين بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه قال: حدّثني جماعة من أهل بلدنا المقيمين كانوا ببغداد في السنّة الّتي خرجت القرامطة على الحاجّ و هي سنة تناثر الكواكب أنّ والدي رضي اللّه عنه كتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضي اللّه عنه يستأذن في الخروج إلى الحجّ، فخرج في الجواب: لا تخرج في هذه السنّة، فأعاد فقال: هو نذر واجب أفيجوز لي القعود عنه؟فخرج الجواب: إن كان لا بدّ فكن في القافلة الأخيرة فكان في القافلة الأخيرة فسلم بنفسه و قتل من تقدّمه في القوافل الاخر.
هذا آخر الكتاب، و قد أوردنا فيه جملة وافية حدّ التواتر من النصوص المعرّفة للمهدي عليه السّلام بالتصريح باسم أبيه و أسماء آبائه الطاهرين، من أراد الاستقصاء فعليه بالتتبّع التامّ في جميع كتب العامّة و الخاصّة، أضف على ذلك الأحاديث المتضمّنة لذكر أسماء الأئمة الاثني عشر حيث تنطبق حسب الترتيب المذكور فيها على الحجّة ابن الحسن العسكري عليه السّلام و واحد بعد واحد من آبائه عليهم السّلام و الأحاديث الدالّة على أنّ أوصياء النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلم اثنا عشر أوّلهم عليّ و آخرهم المهدي القائم عليهم السّلام فإنّها أيضا تنطبق بحسب القرآئن الخارجية على الحجّة ابن الحسن العسكري عليه السّلام و على آبائه حتّى تنتهي إلى عليّ صلوات اللّه و سلامه عليه و عليهم أجمعين.
فإنّ الوصاية تقتضي عدم انقطاع الزمان بينهم و أن يتصل زمان بعضهم ببعض فيكون زمان القائم عليه السّلام متصلا بزمان الإمام الحادي عشر و يمتدّ من حين وفاته عليه السّلام إلى أن يشاء اللّه ظهوره و قيامه، و هذان القسمان من الأحاديث كثيرة جدا لم نقصد إيرادها في هذا الكتاب و من أرادها فليراجع كتب الأحاديث المتضمّنة لحالات المهدي القائم عجّل اللّه تعالى فرجه و جعلنا من أعوانه و أنصاره، و الحمد للّه و صلّى اللّه عليه و على آبائه الطاهرين.