responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هو المهدي نویسنده : ابو طالب التجليل التبريزي    جلد : 1  صفحه : 505

قال إبراهيم: فشخصت معه إلى الطائف أتخلّل رملة فرملة حتّى أخذ في بعض مخارج الفلاة فبدت لنا خيمة شعر، قد أشرفت على أكمة رمل تتلألأ تلك البقاع منها تلألؤا، فبدرني إلى الإذن، و دخل مسلّما عليهما و هو غلام أمرد ناصع اللون، واضح الجبين، أبلج الحاجب، مسنون الخدّين، أقنى الأنف، أشمّ أروع كأنه غصن بان، و كأنّ صفحة غرّته كوكب درّي، بخدّه الأيمن خال كأنه فتاة مسك على بياض الفضّة و إذا برأسه و فرة سحماء سبطة تطالع شحمة اذنه، له سمت ما رأت العيون أقصد منه و لا أعرف حسنا و سكينة و حياءا.

فلمّا مثل لي أسرعت إلى تلقّيّه فأكببت عليه ألثم كلّ جارحة منه، فقال لي:

مرحبا بك يا أبا إسحاق لقد كانت الأيام تعدني و شك لقائك و المعاتب بيني و بينك على تشاحط الدار و تراخي المزار، تتخيّل لي صورتك حتّى كأنّا لم نخل طرفة عين من طيب المحادثة و خيال المشاهدة، و أنا أحمد اللّه ربّي وليّ الحمد على ما قيّض من التلاقي و رفّه من كربة التنازع و الاستشراف عن أحوالها متقدّمها و متأخّرها.

فقلت: بأبي أنت و امّي مازلت أفحص عن أمرك بلدا فبلدا منذ استأثر اللّه بسيّدي أبي محمّد عليه السّلام فاستغلق عليّ ذلك حتّى منّ عليّ بمنّ أرشدني إليك و دلّني عليك، و أشكر للّه على ما أوزعني فيك من كريم اليد و الطول. ثمّ نسب نفسه و أخاه موسى و اعتزل بي ناحية، ثمّ قال: إنّ أبي عليه السّلام عهد إليّ أن لا أوطن من الأرض إلاّ أخفاها و أقصاها إسرارا لأمري، و تحصينا لمحلّي لمكائد أهل الضلال و المردة من أحداث الامم الضوالّ، فنبذني إلى عالية الرمال، وجبت صرائم الأرض ينظرني الغاية الّتي عندها يحلّ الأمر و ينجلي الهلع.

و كان عليه السّلام أنبط لي من خزائن الحكم و كوامن العلوم ما أن أشعت إليك منه جزءا أغناك عن الجملة.

[و اعلم‌]يا أبا إسحاق إنّه قال عليه السّلام: يا بنيّ إنّ اللّه جلّ ثناؤه لم يكن ليخلّي أطباق أرضه و أهل الجدّ في طاعته و عبادته بلا حجّة يستعلى بها، و إمام يؤتمّ به، و يقتدى بسبيل سنّته و منهاج قصده، و أرجو يا بنيّ أن تكن أحد من أعدّه اللّه لنشر الحقّ و وطئ‌

نام کتاب : من هو المهدي نویسنده : ابو طالب التجليل التبريزي    جلد : 1  صفحه : 505
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست