الحمد للّه ربّ العالمين، و الصلاة و السلام على رسوله محمّد و آله الائمة الطاهرين سيّما الامام المهدي (عج) أمل المنتظرين.
و بعد، فإنّ الاعتقاد بوجود المصلح العالمي لا يختصّ بالشيعة فحسب بل هو موجود في أغلب الاديان و المذاهب، و لكن كلاّ منهم يفسّر ذلك ضمن إطار رؤيته المختصّة به، و أمّا المسلمون فقد اتّفقوا على ظهور مصلح من سلالة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلم يملأ الارض قسطا و عدلا اسمه المهدي (عج) لما رووه-متواترا-عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلم و لكنهم اختلفوا في: من هو المهدي عليه السّلام؟و للشيعة الاماميّة الادلّة الروائية و التاريخية القاطعة على أنّه ابن الامام الحسن العسكري عليه السّلام حادي عشر أئمة الشيعة الّذي ينتهي نسبه الى الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام.
و قد بذل العلماء-شكر اللّه سعيهم-الجهد الكثير لاثبات ذلك فألّفوا كتبا عديدة، و منها هذا السفر الجليل الّذي قام مشكورا بتأليفه حجّة الاسلام و المسلمين الشيخ أبو طالب التجليل التبريزي حيث سرد فيه الروايات الواردة من الفريقين حول تعيين المهدي عليه السّلام ثمّ الروايات الواردة عن الائمة عليهم السّلام واحدا بعد واحد.
و قد رأت المؤسّسة إعادة طبع الكتاب تعميما للفائدة سائلة اللّه عزّ اسمه أن يوفّقها و الاستاذ المؤلّف لخدمة الاسلام و المسلمين إنّه نعم الموفّق المعين.