بين و الدّخول فى المبادى بعيد فى الغاية و امّا الرابع فليس بشىء بل هو ارتباك و ترديد
المقدمة الثّانية [الاصل عند الشك]
المجتهدون بعد اليأس عن العلم ربما يرتبكون فيشتبك عندهم الظنون فيتحزّبون و يحتاجون الى تمهيد اصل يعوّلون عليه و به يعتمدون و لذا يقرر جهابذتهم في كل مسئلة يبحثون عنها اصلا يجعل ظهرا يستند اليه و هذه عادتهم و طريقتهم الّتى لا يفارقونها قط و نحن فى ذلك على اثرهم مقتفون فنقول اكثر المباحث الآتية كما ستطلع عليه كامثاله تقصر عن اثبات طرفيه الدلالات فيلزمنا العقل بالتشبّث باصالة الاشتغال اذ الشكوك ان رجعت الى بيان المكلّف القاطع للاعذار وجب التعويل على البراءة الاصليّة سواء جعلناها من الاصول القطعيّة العقليّة كما هو المعروف بين الاواخر او الشرعيّة كذلك على ما هو التحقيق او الظنّية كما يظهر من جماعة و امّا اذا رجعت الى الاطاعة كيفا و طريقا وجب الحكم بالاشتغال اذ لا جهة تقتضى العدول عنه و لا طريق يهتدى اليه و هذا اصل عظيم غفل عنه كثير فلتكن على ما ذكر منه و هذا امر مطّرد فى باب النّيات و عدم جواز تقليد الميّت و المفضول مع وجود الفاضل قطعا