responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) نویسنده : ابن أبي الدنيا    جلد : 1  صفحه : 20

أفناكم قعصا و ضربا يفتري # بالسيف يعمل حدّه لم يصفح‌

أعطوه خرجا و اتقوا بمضيعة # فعل الذليل و بيعة لم تربح‌

و هكذا كان يزداد بغض الكفّار لعليّ و همّهم على قتله يوما بعد يوم و كلّما يتجدّد للنبيّ غزو و لعليّ نكاية في الكفّار كان يزداد حقدهم و همّهم في اغتيال عليّ و الفتك به فكانوا مراقبين لعليّ من الداخل و الخارج.

و كان الأمر على هذا المنهاج في طول أيّام الخلفاء كما تكشف عن ذلك أبيات أمير المؤمنين عليه السلام المعروفة المستفيضة:

تلكم قريش تمنّاني لتقتلني # فلا و ربك ما برّوا و لا ظفروا

فإن بقيت فرهن ذمّتي لهم # بذات روقين لا يعفو لها أثر [1]

ثمّ بعد انقضاء أيّام الخلفاء و مبايعة النّاس أمير المؤمنين على الخلافة قد أضاء الصبح لكلّ ذي عين بأنّ كثيرا من المسلمين قد مكروا به و عزموا على قتله فجمعوا الحشود و أعدّوا لقتله العدّة و العدّة بعد ما بايعوه طوعا و رغبة و هؤلاء هم الناكثون.

ثمّ تلاهم القاسطون و هم معاوية و أهل الشام و من شايعهم على قتال عليّ عليه السلام.

و عند محاربة القاسطين عليّا زيدت في مناوئي عليّ فرقة ثالثة و هم المارقون الخوارج و هؤلاء أكثرهم كانوا من عبّاد أهل الكوفة و البصرة و من قرّاء القرآن و لكن لم يكونوا علي بصيرة في علم القرآن و كان غاية جهدهم الإكثار من تلاوة القرآن و المداومة على الأذكار و الأوراد و كانوا مع عليّ عليه السلام مجدّين في قتال أعدائه و لكن عند ما رفع معاوية و جنده المصاحف على الرماح-مكرا و خديعة-في صباح ليلة الهرير و دعوا عليّا و عسكره إلى تحكيم القرآن و الرضا و التسليم لحكم القرآن و أبى عليهم عليّ عليه السلام لعلمه بأن القوم لا يريدون حكم القرآن بحسب الواقع و إنمّا لجئوا إلى ذلك لينجوا من المهلكة


[1] و أنظر الحديث الاخير من الجزء (16) من أمالي الطوسي. و رواه بعضهم «بذات ودقين» .

نام کتاب : مقتل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) نویسنده : ابن أبي الدنيا    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست