نام کتاب : مقتل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) نویسنده : ابن أبي الدنيا جلد : 1 صفحه : 14
السلام مع كفّ الحريزيين عنه أو تقليلهم من ذكر الرواية عن أمير المؤمنين!
و تراه يؤلّف كتاب الزهد و كتاب اليقين و كتاب القناعة و كتاب الصبر و كتاب الفرج بعد الشدّة و كتاب ذمّ الملاهي و... و مع أنّه جليس أولاد المترفين و أنيس طغاة العبّاسيين و عديد في موالي الأمويين و أكثر هؤلاء كانوا معرضين عن هذه الأمور متمركزين على اللهو و التغنّي و أصناف الفسق و الفجور.
و ترى الرجل يفرد بالتأليف مقتل الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام و مقتل ريحانة رسول اللّه الإمام الحسين عليه السلام [1] ؛ و الأمويون و العبّاسيّون خلفا عن سلف كانوا مهتمّين على إخفاء هذه الأمور و صرف الناس عن التنبّه لها سترا لعدوان من سنّ لهم ظلم أهل البيت و اغتصاب حقوقهم و خوفا من تراجع الناس إلي الحقّ و قيامهم على قمع الظالمين و اجتثاث عروق الغاصبين الذين أسّسوا دعائم الظلم و الجور و عدلوا بالناس عن الصراط المستقيم.
و مما ذكر و عشرات من أمثاله ينكشف أنّ الرجل منصف و له عناية بالحقّ و الحقيقة و بما أنّ أكثر الناس في جميع الطبقات و الأعصار ذوو حميّات طائفيّة و نزعات جاهليّة غير معتنين بالمنصفين و يكون إقبالهم و معاضدتهم مقصورة على العلماء الذين يكونون على نزعة الجهّال و الأميّين و يعدّون من دعاة أمراء الجور و الظالمين من أجل هذه الأمور يصبح المنصف بين المجتمع غريبا و نبوغه و معاليه مهجورا و منسيّا.
و هذا هو السرّ في انزواء كتب ابن أبي الدنيا عن الانتشار و الظهور بين المجتمع مع احتوائها بالحقائق و اشتمالها علي النوادر و اللطائف الّتي لا تستغني عنها الحضارة الإنسانية بل هي في حاجة ملحّة إليها.
و مع هذا فإنّ أكثر كتب هذا الرجل العظيم لا تزال مخطوطة و مغفولا عنها و ما فيها من المطالب المزيّفة التي تكون من اللوازم العادية لتأليف إنسان غير معصوم لا يكون-و لا ينبغي أن يكون-من موجبات اختفاء هذه الكتب إذ مثلها مثل جميع اللباب الدنيوية الملفوفة بالقشور أو الثمار المقترنة بالأشواك أو الحبوب النافعة المختلطة
[1] و الكتاب كان موجودا عند ابن الجوزي و أدرج أحاديث في كتابه: «الرّدّ على المتعصّب العنيد» ص 35 ط بيروت. ول نعلم بعد ذلك أين استقرّ به النّوى!
نام کتاب : مقتل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) نویسنده : ابن أبي الدنيا جلد : 1 صفحه : 14