نام کتاب : مقالة في تحقيق إقامة الحدود في هذه الأعصار نویسنده : السيد الشفتي جلد : 1 صفحه : 9
بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد
الحمد للّه ربّ العالمين، و صلّى الله على أشرف المرسلين و خاتم النبيّين محمّد و على عترته الطيّبين الطاهرين مصابيح الدجى في الظلمات الحالكة و سفن النجاة في البحار المغرقة.
و بعد، اعتادت الأمم و الشعوب أن تكرّم علماءها و رجالاتها، و أن تؤرّخ أعمالهم و إنجازاتهم التي ساهمت في بناء صرح الحضارة الإنسانيّة فسمّوا النظريّات و الأفكار بأسماء مكتشفيها وفاء لهم من جانب و تشجيعا و حثّا للآخرين لاقتفاء آثارهم استمرارا للإبداع و الابتكار خدمة للبشريّة.
فذكر هؤلاء في الدنيا يتوقّف على أهمّيّة ما قدّموا كمّا و كيفا، و ذكرهم في الآخرة يتوقّف على مدى مراقبة الإنسان و إخلاصه للّه في جميع أعماله و رضى اللّه تعالى عنه. فيجب أن تكون الأعمال مقترنة بالطاعات للّه سبحانه.
أمّا رسولنا الأكرم و أئمّتنا- (سلام الله عليهم أجمعين)- فذكرهم مخلّد في الدارين؛ لأنّهم حملوا رسالة السماء و كلّفوا بتبليغها. فكانوا لأوامر الله ممتثلين و لنواهيه متجنّبين، لا تأخذهم في الله لومة لائم، منتهجين طريقا وسطا «اعمل لدنياك كأنّك تعيش أبدا و اعمل لآخرتك كأنّك تموت غدا». [1] لا تغليب لجانب على جانب، فاعتبروا الدنيا مزرعة للآخرة؛ لأنّ الآخرة هي دار البقاء.
و السيّد حجّة الإسلام الشفتي (رحمه اللّه) خلّده التأريخ علما بارزا من أعلام الفكر الإسلامي؛