الصاد و الباء و الحاء أصلٌ واحدٌ مطّرد. و هو لونٌ من الألوان قالوا أصله الحُمْرة. قالوا: و سمِّىَ الصُّبْحُ صُبْحاً لحُمْرَته، كما سمِّىَ المِصْباح مِصباحاً لحُمْرَته. قالوا: و لذلك يقال وجهٌ صَبيحٌ. و الصَّباح: نُورُ النَّهار. و هذا هو الأصل ثم يُفَرَّع. فقالوا لِشُرْب الغَداة الصَّبوح، و قد اصطَبَحَ، و تلك هى الجاشِرِيَّة.
قال:
إذا ما اصطبحنا الجاشريّة لم نُبَلْ * * * أميراً و إن كان* الأميرُ من الأزْدِ
و يقال: «أكذَبُ من الأخيذ الصَّبْحَان»، يعنون الأسير المصطَبٍح، و أصله أنّ قوماً أسرُوا رجلًا فسألوه عن حَيِّه فكَذَبَهُمْ و أومَأَ إلى شُقَّةٍ بعيدة، فطعنوه فسَبقَ اللّبَنُ الذى كان اصطبحه الدّمَ، فقالوا: «أكذَبُ من الأخيذ الصَّبْحَان».
و المِصباح: الناقة تَبْرُك فى معرَّسِها فلا تَنْبَعِثُ حتى تُصْبِح. و التَّصَبُّح: النَّوْم بالغداة. و يوم الصَّباح: يوم الغَارة. قال الأعشى:
به تَرْعُفُ الألفَ إذ أُرْسِلَتْ * * * غَداةَ الصَّبَاحِ إذا النَّقْعُ ثارا [3]