الصاد و الياء و الدال أصلٌ صحيح يدلُّ على معنىً واحد، و هو ركوبُ الشَّىء رأسَه و مُضِيُّه غيرَ ملتفتٍ و لا مائل. من ذلك الصَّيَدُ، و هو أن يكون الإنسانُ ناظراً أمامَه. قال أهلُ اللُّغة: الأصْيَد: المَلِك، و جمعه الصِّيد. قالوا: و سمِّىَ بذلك لقلَّة التفاتِه. و من الناس مَن يكونُ أصيَدَ خِلقةً.
و اشتقاق الصَّيْد من هذا، و ذلك أنّه يمرُّ مرًّا لا يعرِّج، فإذا أُخِذ قيل قد صِيد.
فاشتُقَّ ذلك من اسمه. كما يقال رأَسْت الرّجُلَ، إذا ضربتَ رأسَه؛ و بطَنْتُه، إذا ضربتَ بطنَه. كذلك إذا وقَعْتَ بالصَّيد فأخذتَه قلتَ صِدتُه. و ممّا يدلُّ على صِحّة هذا القياس قولُ ابن السّكّيت إن الصَّيْدانةَ من النِّساء: السيِّئة الخُلقُ.
و سمِّيت بذلك لقلّة التفاتِها. و من الباب: الصَّيدانة: الغُول.
صير
الصاء و الياء و الراء أصلٌ صحيح، و هو المآلُ و المرجِع.
من ذلك صار يصير صَيْراً و صَيرورة. و يقال: أنا على صِيرِ أمرٍ، أى إشرافٍ من قضائه، و ذلك هو الذى يُصار إليه. فأمّا قولُ زهير:
و قد كنت من سَلْمَى سنينَ ثمانياً * * * على صِيرِ أمرٍ ما يُمِرُّ و ما يَحلُو