نام کتاب : معجم مقائيس اللغة نویسنده : ابن فارس جلد : 3 صفحه : 194
و الباب الآخر: الشِّعار: الذى يتنادَى به القومُ فى الحرب ليَعرِف بعضُهم بعضاً. و الأصلُ قولهم شَعَرتُ بالشّىء، إذا علمتَه و فطِنْتَ له. و لَيْتَ شِعْرِى، أى ليتنى علِمْتُ. قال قومٌ: أصله من الشّعْرة [1] كالدُّرْبة و الفِطنة، يقال شَعَرَت شَعْرة. قالوا: و سمِّى الشّاعر لأنه يفطِن لما لا يفطن له غيرُه. قالوا: و الدليل على ذلك قولُ عنترة:
هل غَادَرَ الشّعراء من مُتَرَدَّمِ * * * أم هل عَرَفْتَ الدَّارَ بَعد توهُّم [2]
يقول: إنّ الشّعراءَ لم يغادِرُوا شيئاً إلّا فطِنُوا له. و مَشاعِرُ الحجّ: مواضع المَناسك، سمِّيت بذلك لأنّها مَعالم الحجّ. و الشعيِرة: واحدة الشّعائر، و هى أعلامُ الحجّ و أعمالُه. قال اللّٰه جلّ جلالُه: إِنَّ الصَّفٰا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعٰائِرِ اللّٰهِ. و يقال الشعيرة أيضاً: البَدَنَة تُهدَى. و يقال إشعارها أنْ يُجَزَّ أصل سَنامها حتَّى يسيلَ الدّمُ فيُعلَم أنّها هَدْى. و لذلك يقولون للخليفة إن قُتِل: قد أُشعِر، يُختَصّ بهذا من دون كلِّ قتيل. و الشِّعْرى: كوكبٌ، و هى مُشتهِرة. و يقال أشْعَرَ فلانٌ فلاناً شرًّا، إذا غَشِيه به.
و أشعَرَه الحبُّ مرَضاً، فهذا يصلُح أن يكون من هذا الباب إذا جعل ذلك عليه كالعَلَم، و يصلح أن يكون من الأوّل، كأنّه جُعِل له شِعاراً.
فأمّا قولهم: تفرّق القومُ شعاريرَ، فهو عندنا من باب الإبدال، و الأصل شَعاليل، و قد مضى.
[1] نص فى القاموس على أنها مثلثة، بالكسر و الفتح و الضم.
[2] مطلع معلقه عنترة. و فى الأصل: «من مترنم»، تحريف.
نام کتاب : معجم مقائيس اللغة نویسنده : ابن فارس جلد : 3 صفحه : 194