الحاء و الدال و الباء أصلٌ واحد، و هو ارتفاع الشىء.
فالحَدَب ما ارتفع من الأرض. قال اللّٰه تعالى: وَ هُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ.
و الحَدَب فى الظَّهر؛ يقال حَدِبٌ و احدَوْدَب. و ناقة حَدْباء، إِذا بدت حراقفُها؛ و كذلك الحِدْبار [2]. يقال هُنّ حُدْبٌ حَدَابيرُ. فأمّا قولهم حَدِبَ عليه إِذا عطَف و أشفق، فهو من هذا، لأنّه كأنّه جَنَأَ عليه من الإشفاق، و ذلك شبيهٌ بالحَدَب:
حدث
الحاء و الدال و الثاء أصلٌ واحد، و هو كونُ الشىء لم يكُنْ.
يقال حدثَ أمرٌ بَعْد أن لم يكُن. و الرجُل الحَدَثُ: الطرىُّ السّن. و الحديثُ مِنْ هذا؛ لأنّه كلامٌ يحْدُثُ منه الشىءُ بعدَ الشىء. و رجلٌ حدثٌ [3]: حَسَن الحديث. و رجل حِدْثُ نساءٍ، إِذا كانَ يتحدَّث إِليهنّ. و يقال هذه حِدِّيثَى حَسَنَةٌ، كخِطِّيبَى، يراد به الحديثُ.
حدج
الحاء و الدال و الجيم أصلٌ واحد يقرُب من حَدَق بالشىء إِذا أحاط به. فالتَّحديج فى النظر مثل التَّحديق. و من الباب الحِدْج: مركبٌ من مَراكب النِّساء. يقال حَدَجْتُ البعيرَ، إِذا شددْتَ عليه الحِدج. قال الأعشى:
[1] جزء من بيت للشماخ فى ديوانه 56 و اللسان (حدأ). و هو بتمامه:
يبادرن العضاه بمقنعات * * * نواجذهن كالحدأ الوقيع
[2] فى الأصل: «الحدباء»، صوابه من المجمل و سياق القول.