المستحسن من جهة البصيرة، فأهل اللغة لم يفرقوا بين زيّنت الشيء و حسّنته، و جعلوا الجميع معنى واحدا.
و التحسين و التقبيح يطلقان بثلاثة اعتبارات:
الأول: باعتبار ملاءمة الطبع و منافرته كقولنا: «ريح الورد حسن، و ريح الجيفة قبيح».
الثاني: باعتبار صفة كمال أو صفة نقص كقولنا: «العلم حسن، و الجهل قبيح»، و هذا النوعان مصدرهما العقل من غير توقف على الشرع، لا يعلم في ذلك خلاف.
الثالث: باعتبار الثواب و العقاب الشرعيين، و هذا قد اختلف فيه، فذهب الأشاعرة إلى أن مصدره الشرع، و العقل لا يحسن و لا يقبح، و لا يوجب و لا يحرم.
و قال الماتريدية: إن العقل يحسن و يقبح، و ردوا الحسن و القبح الشرعيين إلى الملاءمة و المنافرة.
و ذهب المعتزلة إلى أن العقل يحسن و يقبح و يوجب و يحرم، و في ذلك تفصيل محله الملحق الأصولي.
«معجم المقاييس (حسن) 2621، و المصباح المنير (حسن) ص 52، و المفردات ص 118، و القاموس القويم 1/ 154، و شرح الكوكب المنير 1/ 300- 302، و فواتح الرحموت 1/ 25».
التّحسينات:
لغة: مأخوذة من الحسن، و الحسن في اللغة- بالضم-:
الجمال، و هو ضد القبح، و التحسين: التزيين.
- و عرّفها الأصوليون: بأنها هي ما لا تدعو إليها ضرورة و لا حاجة، و لكن تقع موقع التحسين و التيسير، و رعاية أحسن المناهج في العادات و المعاملات، و من أمثلتها: تحريم الخبائث من القاذورات و السباع، حثّا على مكارم الأخلاق.
و من أمثلتها أيضا: اعتبار الولي في النكاح صيانة للمرأة عن