قال ابن دريد: و قد يكون الجس بالعين، و هذا يصحح ما قاله الخليل، و أنشد:
فاعصوصبوا ثمَّ جسوا بأعينهم
فالتجسس: تتبع أحوال الناس لمعرفة أخبارهم و أحوالهم و الفحص عن أمورهم لمعرفة أسرارهم.
«معجم المقاييس (جس) ص 198، و القاموس القويم 1/ 124، و تفسير القرطبي 9/ 6152 (الشعب)».
التّجويد:
لغة: التحسين، و الإتقان، يقال: «هذا شيء جيد»: أى حسن، و جودت الشيء: أي حسنته و أتقنته.
اصطلاحا: علم يبحث في الكلمات القرآنية من حيث إعطاء الحروف حقها و مستحقها.
و المراد بحق الحرف: الصفة الذاتية الثابتة له، كالشّدة و الاستعلاء.
و المراد بمستحق الحرف: ما ينشأ من تلك الصفات الذاتية اللازمة كالتفخيم، فإنه ناشئ عن كل من الاستعلاء و التكرير، لأنه يكون في الحرف حال سكونه و تحريكه بالفتح و الضم فقط، و لا يكون في حال الكسر، و هذا كله بعد إخراج كل حرف من مخرجه، و اعتبره بعضهم غير داخل في تعريف التجويد، لأنه مطلوب لحصول أصل القراءة، لكن قال الشيخ على القارى: و لا يخفى أن إخراج الحرف من مخرجه أيضا داخل في تعريف التجويد كما صرح ابن الجزري في كتاب «التمهيد»، أي لأن المعروف هو القراءة المجودة و ليس مطلق القراءة، و تجويد القراءة لا يكون إلّا بإخراج كل حرف من مخرجه.
قال ابن الجزري: التجويد: إعطاء الحروف حقوقها و ترتيبها و مراتبها، و رد الحرف إلى مخرجه و أصله و إلحاقه بنظيره