و الحق ما حدها به الإمام أبو حنيفة أن القدرة لا تصلح للضدين بمعنى: أنها قوة بها يتمكن الحي من الفعل و الترك و صحة الأمر و النهى يعتمد عليه.
قال أيضا: استفعال من الطّوع، و هي عند المحققين اسم للمعاني التي بها يتمكن الإنسان مما يريده من إحداث الفعل، و هي أربعة أشياء.
1- نية مخصوصة للفاعل.
2- تصور للفعل.
3- مادة قابلة للتأثير.
4- و آلة إن كان الفعل آليّا كالكتابة.
و يضاده العجز، و هو ألا يجد أحد هذه الأربعة فصاعدا، و هي عند الفقهاء كذلك فهم يقولون مثلا: الاستطاعة شرط لوجوب الحج، و إذا كانت الاستطاعة و القدرة بمعنى واحد، فإنه يجدر بنا أن ننوه أن الفقهاء يستعملون كلتا الكلمتين (استطاعة) قدرة، و أن الأصوليين يستعملون كلمة (قدرة).
قال في «فواتح الرحموت شرح مسلم الثبوت»: اعلم أن القدرة المتعلقة بالفعل المستجمعة لجميع الشرائط التي يوجد الفعل بها أو يخلق اللّه تعالى عندها تسمى (استطاعة).
الاستطاعة الصحيحة:
قال في «التعريفات»: هي أن ترتفع من مرض أو غيره، ذكره ابن الكمال.
قال الراغب: الاستطاعة «استفعالة» من الطّوع، و ذلك وجود ما يصير به الفعل ممكنا.
و عند المحققين: اسم للمعاني التي يتمكن المرء بها مما يريده من إحداث فعل فالاستطاعة أخص من القدرة.