يبيتون عنده، و منهم كثير من أهل الأدب الذين روى عنهم، و سمع منهم [1] .
و كان عضد الدولة البويهيّ (ت 372 هـ) -و هو أوّل من خطب له على المنابر بعد الخليفة، و أوّل من لقّب في الإسلام شاهنشاه-كان يجتاز على باب المرزبانيّ، فيقف، حتى يخرج إليه، و يسأله عن حاله، و قد أعطاه مرّة ألف دينار [2] .
و أمّا مذهبه فكان «التشيّع، و الاعتزال. و كان ثقة في الحديث» [3] ، يميل إلى آل البيت، و لا يتعصّب للشيعة، يؤيّد ذلك أنّه ترجم في معجمه لعدد من شعراء المذاهب، و أنّه أظهر ميلا إلى المذهب الحنفيّ، فألّف (كتاب أبي حنيفة النعمان بن ثابت، و أصحابه) [4] ، و قد صلّى عليه حين توفي أحد فقهاء الأحناف [5] ، و ربما كان لاعتقاده بمذهب الاعتزال أثر في عدم تعصّبه لمذهب على آخر [6] .
و أخذ المرزبانيّ عن عدد من العلماء المشهورين، و منهم أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد الأزديّ (ت 321 هـ) ، و أبو بكر، محمّد بن القاسم بن محمّد الأنباريّ (ت 328 هـ) . و من المعروف أنّهما كانا من أعلم أهل زمانهما بالأدب و اللغة، و لكلّ منهما تصانيف كثيرة و مشهورة [7] .
و من التلاميذ الذين أخذوا عن المرزبانيّ، و رووا عنه، أبو عبد اللّه، الحسين بن عليّ الصيرميّ (ت 436 هـ) ؛ و أبو القاسم محسّن بن عبد اللّه التنوخيّ (ت 417 هـ) . و هما من القضاة. و كان الصيرميّ شيخ الحنفيّة ببغداد، و من مؤلفاته (مناقب الإمام أبي حنيفة) ؛ و كان التنوخيّ أديبا شاعرا، و لغويّا مؤلّفا [8] .
توفي المرزبانيّ سنة 384 هـ. و صلّى عليه الفقيه الحنفيّ أبو بكر محمّد بن موسى الخوارزميّ، و دفن في داره، بشارع عمرو الروميّ، ببغداد، في الجانب الشرقيّ منها [9] .
[1] انظر تاريخ بغداد 3/136. و الدوّاج: ضرب من الثياب (اللسان: دوج) . و هو في (معجم المعرّبات الفارسية ص 80) اللحاف الذي يلبس، و الثوب الواسع الذي يغطي الجسد كله.
[6] للمرزبانيّ في مذهب الاعتزال (المرشد) . و فيه أخبار المتكلّمين و أهل العدل و التوحيد، و شيء من مجالساتهم و نظرهم. انظر الفهرست ص 147. و جاء في معجم الأدباء 18/268: «و كان ثقة، صدوقا، من خيار المعتزلة» .
[7] انظر وفيات الأعيان 4/355، و تاريخ بغداد 3/135، و الأعلام 6/80، 334.
[8] انظر وفيات الأعيان 4/355، و تاريخ بغداد 3/135، و الأعلام 2/245 و 5/287.