إحدى و ثلاثمائة، و هو شيخ كبير، و هو أحد الرّواة. لقي الزياديّ، و المازنيّ و دماذا و غيرهم، و روى عنهم، و هو ابن أخت الجاحظ، و خرج إلى مصر، و مدح بها ذكاء [1] ، و هو يليها، بقصيدة أوّلها: [من الطويل]
تؤرّقني بعد العشاء هموم # كأنّي لما بين الضّلوع سقيم
أبيت لها ذا لوعة و صبابة # و في كبدي من حرّهنّ هموم [2]
أبكي شبابا قد مضى هل يعود لي # و هل عيش حيّ في الحياة يدوم
إلى اللّه أشكو ما تجنّ جوانحي # و ما فيكما من غصّة أتجرّع
فلو لا كما ما إن سلكت تنائفا # و لو لا كما قد كان في القوم مقنع [4]
فإن ذرفت عيناي وجدا عليكما # ففي دون ما ألقاه مبكى و مجزع
أخاف حماما-يا مهلهل-باعثا # و طير المنايا حائمات، و وقّع
[1119] اليسع بن أيّوب. مولى حكيم بن حزام. قال يمدح عمر بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز العمريّ-و كان قد ولي المدينة للرشيد-: [من الخفيف]
يا بن عبد العزيز، يا عمر الخيـ # ر، و يا ابن المهذّب الفاروق [5]
أنت لي عصمة، و حرز-أبا حفـ # ص-و منجى من كلّ همّ و ضيق
و مجير من الزّمان إذا ما # راب دهر، و اعتلّ كلّ صديق
ما أبالي إذا بقيت-أبا حفـ # ص-على من مضى سبيل الطريق [6]
[1119]لم أعثر له على ترجمة. و هو من شعراء القرن الثاني للهجرة، و لعلّه توفي نحو سنة 185 هـ. و كان حقّه أن يقدّم على يموت بن المزرّع، و كان والده عبد العزيز بن عمر ولي مكّة و المدينة لمروان بن محمّد، آخر خلفاء بني أميّة بدمشق، ثمّ كان في صحابة أبي جعفر المنصور. انظر (جمهرة أنساب العرب ص 106) .
[1] ولي ذكاء مصر سنة 303، و مات بها سنة 307 (كرنكو) . و ذكر في (تاريخ الطبري-ذيول 11/52) أن الخليفة المقتدر نقل ذكا الأعور من حلب إلى مصر، في سنة 302 هـ.