و له يخاطب معاوية بن أبي سفيان، و قد أجلس عبد اللّه بن الزّبير معه على سريره [1] :
[من الكامل]
للّه درّك من رئيس قبيلة # يضع الكبير، و لا يربّي الأصغرا [2]
و له يخاطب الفرزدق لمّا شخص إلى سعيد بن العاص بالمدينة في خبر مشهور [3] : [من الكامل]
قل للفرزدق، و السّفاهة كاسمها # إن كنت تارك ما أمرتك فاجلس
ودع المدينة إنّها مرهوبة # و اقصد لمكّة، أو لبيت المقدس
[712] مروان بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة، و اسمه: يزيد. مولى مروان بن الحكم.
و أصلهم يهود من موالي السّموءل بن عادياء، و هم يدّعون أنّهم موالي عثمان بن عفان، و إنما أعتق مروان بن الحكم أبا حفصة يوم الدّار.
و يقال: إنّ عثمان اشتراه غلاما من سبي إصطخر، و وهبه لمروان بن الحكم. و مروان بن أبي حفصة يكنى أبا السّمط، و كان يلقّب ذا الكمر ببيت قاله [4] . و كان شيخا متدانيا، يستبشع منظره. و منازل أهله باليمامة. و هو شاعر مفلق؛ مدح معن بن زائدة في أيّام المنصور، و وفد على المهديّ و ولديه، و مدحهم، و كان ذا منزلة منهم، يجزلون عطاءه، و يقدمونه على سائر الشعراء. ولد سنة خمس و مائة، في شهر ربيع الأوّل، و هي السنة التي مات فيها هشام.
وفد على الوليد بن يزيد، و هو حدث مع عمومته، و هلك في أيّام الرّشيد، سنة اثنتين و ثمانين و مائة، في ربيع الأوّل، و دفن ببغداد، في مقابر نصر بن مالك الخزاعيّ، و هي المعروفة بالمالكيّة. و يقال: إنّه جاز الثمانين. و مذهبه في العدول عن أهل البيت مشهور متعارف. و هو القائل في معن بن زائدة [5] : [من الطويل]
هم القوم، إن قالوا أصابوا، و إن دعوا # أجابوا، و إن أعطوا أطابوا، و أجزلوا
[712]شاعر مشهور، ينسب إلى جدّه، فيقال: مروان بن أبي حفصة. و كان يتقرّب إلى العبّاسيين بذكر أحقيتهم بالخلافة، و يقدّمهم على أبناء عليّ. و كان رسم بني العباس أن يعطوه بكلّ بيت يمدحهم به ألف درهم. جمع شعره قحطان بن رشيد التميميّ. انظر (الأعلام 7/208) ، ثم جمعه و حقّقه و قدّم له الدكتور حسين عطوان.
انظر له (شعر مروان بن أبي حفصة ص 7-14، و معجم الشعراء المخضرمين و الأمويين ص 446-447، و العصر العبّاسي الأول ص 298-309، و المكتبة الشعرية ص 57-59) .
[5] معن بن زائدة الشيباني: من أشهر أجواد العرب، و أحد الشجعان الفصحاء، و له ترجمة، ستأتي (723) . و الأبيات من قصيدة في (شعر مروان بن أبي حفصة ص 88-89) .