شفّ المؤمّل يوم الحيرة النّظر # ليت المؤمّل لم يخلق له بصر [1]
فيقال: إنّه لمّا قال هذا عمي، فرأى في منامه إنسانا، فقال: هذا ما تمنّيت في شعرك. و فيها يقول:
إذا مرضنا أتيناكم نعودكم # و تذنبون فنأتيكم، فنعتذر
شكوت ما بي إلى هند، فما اكترثت # ما قلبها؟أ حديد أنت أم حجر؟ [2]
لا تحسبيني غنيّا عن مودّتكم # فلي إليك، و إن أيسرت مفتقر
و له-و فيه لحن لمعاذ بن الطبيب أحسن فيه [3] -: [من الكامل]
أبهار، قد هيّجت لي أوجاعا # و تركتني عبدا، لكم مطواعا
لحديثك الحسن، الذي لو كلّمت # وحش الفلاة به، لجئن سراعا
و اللّه، لو علم البهار بأنّها # أضحت سمّيته لطال ذراعا
و فيها يقول:
إن تبصري شيبا تغشّى مفرقي # فلقد أعاطي الحيّة اللّسّاعا
أ و ما ترين السّيف يغشى لونه # صدأ، و يوجد صارما قطّاعا؟
[668] المؤمّل بن جميل بن يحيى بن أبي حفصة، أبو الخطّاب. كان شاعرا غزلا، و يلقّب قتيل الهوى، و كان منقطعا إلى جعفر بن سليمان، ثمّ قدم العراق، فكان مع عبد اللّه بن مالك. و هو القائل [4] : [من الخفيف]
قلن: من ذا؟فقلت: هذا اليماميـ # ي، قتيل الهوى، أبو الخطّاب
إن تكن أنت هو، فأنت منانا # خاليا كنت، أو مع الأصحاب
[668]شاعر، غزل، ظريف، من أهل المدينة. و هو ابن عمّ مروان بن أبي حفصة الشاعر. و قد رحل إلى بغداد، فكان مع عبد اللّه بن مالك الخزاعي، فذكره للخليفة المهديّ، فحظي عنده. و توفّي نحو سنة 170 هـ. انظر له (الأعلام 7/334، و معجم الشعراء المخضرمين و الأمويين ص 421-422) .