فأطفئ، و لا توقد، و لا تك محضأ # لنار الأعادي أن يطير شذاتها
المحضأ: العود الذي تنفخ به النّار لتلتهب. و شذاتها: جمرها [1] .
فإنّك إن تقبل فإنّك سالم # و إن تفعل الأخرى تصبك أذاتها [2]
[ذكر من اسمه مسلم]
[619] [مسلم]...... [من الكامل]
و تروا سفاها من وزير محمّد # تبّا لمن يهزا من الفاروق [3]
إنّي على رغم العداة لقائل # كانا بدين الصّادق المصدوق
[620] مسلم بن الوليد الأنصاريّ. مولى آل أسعد بن زرارة الخزرجيّ، يكنى أبا الوليد، و يلقّب صريع الغواني، و هو شاعر مفلق، مستخرج للطيف المعاني بحلو الألفاظ، و هو أوّل من طلب البديع، و أكثر منه، و تبعه الشعراء فيه، و مدح الرّشيد، و رؤساء دولته، ثمّ اتصل بذي الرّئاستين:
الفضل بن سهل، فولاه بريد جرجان، و بها مات. و هو القائل في داود بن يزيد [4] : [من البسيط]
يجود بالنّفس إذ ضنّ الجواد بها # و الجود بالنّفس أقصى غاية الجود
[619]نقص بالأصل. (فرّاج) . و (مسلم) إضافة يقتضيها السياق. و يبدو من البيتين الآتيين، و من سياق الترجمة أن الشاعر كان ينابذ الرافضة، و لا يرى رأيهم، و أنّه من شعراء القرن الثاني للهجرة.
[620]شاعر مشهور، من أعلام الشعراء في العصر العبّاسيّ. و قد حظي باهتمام القدماء و المحدثين، و توفي سنة 208 هـ.
و ديوانه طبع أكثر من مرّة. و لمحمّد جميل سلطان (صريع الغواني) . انظر (الأعلام 7/223، و المكتبة الشعرية ص 87-88، و العصر العبّاسي الأوّل ص 253-268) . و في (شرح ديوان صريع الغواني-المقدمة ص 9-58) حديث واف عن حياته و شعره.
[3] وزير محمد: أراد أبا بكر (الصديق. و الفاروق: هو عمر بن الخطّاب. و في ك «و مروا» . تصحيف.
[4] هو داود بن يزيد بن حاتم بن خالد بن المهلّب، أمير شجاع. ولاه الرشيد السند، و توفي سنة 205 هـ. و البيت من مطوّلة مشهورة للوليد، في (شرح ديوان صريع الغواني ص 164) .
[5] بيت مفرد، رثى به رجلا. انظر (شرح ديوان صريع الغواني ص 320) .
[6] الأبيات من قصيدة هي أشهر ما في ديوانه. انظر (شرح ديوان صريع الغواني ص 9-11) .