و كتب عبد اللّه بن المعتزّ إلى القاسم بن أحمد، بعد انقطاع المكاتبة بينهما [2] : [من الوافر]
بدأتك بالكتاب، و أنت لاه # و حزت عليك فضل الابتداء
فصرت الآن أفضل منك ودّا # و كنّا قبل ذاك على السّواء
فأجابه القاسم: [من الطويل]
بدأت بفضل، لم تزل ربّ مثلها # فيا مؤثر الحسنى لدى القرب و النّأي [3]
و ما أنا في حبيك إلاّ مبرّز # و عقدي فيه بالدّيانة من رأيي
[493] القاسم بن محمّد بن عبد اللّه النّميريّ، أبو الطيّب. كان ينادم عبد اللّه بن المعتزّ، و كانا يكثران التّكاتب بالأشعار، فأراد النميريّ سفرا، فكتب إليه عبد اللّه بن المعتزّ [4] :
[من مشطور الرجز]
صبرا على الهموم و الأحزان # و فرقة الأصحاب و الإخوان
فإنّ هذا خلق الزّمان
[493]كان من أهل الأدب و الفضل، مليح الشعر، رقيق الطبع. و كان يكثر الشرب في الديارات و الحانات. و هو من شعراء المائة الثالثة للهجرة، و كان معاصرا لعبد اللّه بن المعتزّ (ت 296 هـ) و صديقا له. انظر له (معجم البلدان:
دير مر ماجرجس، و الديارات ص 47-50) . و فيه: محمّد بن القاسم النميري.