النبيّ-صلّى اللّه عليه و سلّم-فأنشده [1] : [من الطويل]
حيّ ذوي الأضغان تسب قلوبهم # تحيّة ذي الحسنى، فقد يدفع النّغل [2]
و إن دحسوا بالكره، فاعف كريهة # و إن خنسوا عند الحديث فلا تسل [3]
فإنّ الّذي يؤذيك منه سماعه # و إنّ الذي قالوا وراءك لم يقل
فقال النبيّ-صلّى اللّه عليه و سلّم-[إن من البيان لسحرا] [4] . غ
[ذكر من اسمه عطيّة]
[362] [عطيّة بن جعال بن مجمّع بن قطن بن مالك بن غدانة بن يربوع. و كان] [5] من سادة بني غدانة. سأل الفرزدق أن يكفّ عن بني غدانة، و لا يهجوهم، فأجابه، ثمّ قال [6] : [من الكامل]
أ بني غدانة، إنّني حرّرتكم # و وهبتكم لعطيّة بن جعال
لو لا عطيّة لاجتدعت أنوفكم # من بين ألأم آنف و سبال [7]
فقال له عطيّة: يا أبا فراس، سبحان اللّه، ما أسرع ما رجعت في عطيّتك. و قال الأخطل:
رجع أخي في عطيّته. و عطيّة هو القائل: [من الطويل]
[362]من شعراء القرن الأوّل الهجريّ، و هو سيد من سادات بني تميم. و كان شاعرا هجّاء، و جوادا، و صديقا و نديما للفرزدق و كان يهاجي حارثة بن بدر، فغلب عطيّة حارثة. انظر بعض أخباره و أشعاره في (الأغاني 8/306، 395، 398 و 21/402-403، و النقائض ص 1052) هذا، و أخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين و الأمويين) .
[1] الأبيات له في (منح المدح ص 219) ، و هي في (الإصابة 5/355) متنازعة بين قيس بن الربيع، و عامر بن الأزور، و حضرميّ بن عامر، و العلاء بن الحضرميّ. و جاء في (التذكرة السعدية ص 210) : قال العلاء الحضرميّ: إنّ النبيّ عليه السلام، استنشده، فلمّا أنشده من شعره، قال عليه السلام: «إن من البيان لسحرا، و إنّ من الشعر لحكما» .
ثم رويت الأبيات.
[2] النّغل: الفساد، و الضغن. و في ك «فقد يرقع» . تصحيف.
[3] دحسوا بالكره: دسّوه، و أخفوه. و خنسوا: تواروا، و اختفوا.
[4] ما بين المعقّفتين زيادة من (الإصابة 5/355) . و فيه: و أنشدها (الأبيات) المرزباني للعلاء بن الحضرمي، و زاد أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم قال لما سمعه: «إنّ من البيان لسحرا» .
[5] ما بين قوسين زيادة من النقائض ص 275، و به يتّصل الكلام صوابا. (فرّاج) . و لم يشر (كرنكو) إلى السقط.
و لكنه كتب: «عطية بن جعال بن مجمع الغداني» هذا، و جاء في (أنساب الأشراف 11/242) عطيّة بن جعال، بضمّ الجيم. تصحيف. و الصواب بكسر الجيم.
[6] البيتان في (شرح ديوان الفرزدق ص 726، و أنساب الأشراف 11/242-243) .