و الدّهر لا بدّ محدث طبعا # في صفحتي كلّ صارم خذم [1]
[360] أبو الحسن، عليّ بن هارون بن عليّ بن يحيى بن أبي منصور، المنجّم [2] . من بيت الأدب و معدنه، و مغاني في الشّعر و موطنه، و هو القائل [3] : [من الطويل]
و إنّي لأثني النّفس عمّا يريبها # و أنزل عن دار الهوان بمعزل
بهمّة نبل، لا يرام مكانها # تحلّ من العلياء أشرف منزل
و لي منطق، إن لجلج، القول، صائب # بتكشيف إلباس، و تطبيق مفصل [4]
و له يمدح أمير المؤمنين، عليّ بن أبي طالب-رضي اللّه عنه-من قصيدة [5] : [من الطويل]
و هل خصلة من سودد لم يكن لها # أبو حسن من بينهم ناهضا قدما
فما فاتهم منها به سلّموا له # و ما شاركوه كان أوفرهم قسما
ذكر من اسمه العلاء
[361] العلاء بن الحضرميّ. و هو العلاء بن عبد اللّه بن ضماد [6] بن سلمى بن أكبر، وفد على [360]من آل المنجّم، شاعر، و راوية للشعر، و له كتب مصنّفة، منها (الرّدّ على الخليل) . في العروض. توفي سنة 352 هـ. انظر (الأعلام 5/30، و معجم الأدباء 15/112-120، و يتيمة الدهر 3/114-117، 389-392، و خاص الخاصّ 140) . و أشير في (المكتبة الشعرية ص 209) إلى أن يونس السامرّائي جمع شعره، و درس حياته و أدبه.
[361]صحابي، من رجال الفتوح في صدر الإسلام، أصله من حضرموت، سكن أبوه مكّة، فولد بها العلاء، و نشأ.
ولاّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم البحرين سنة 8 هـ. و هو أوّل مسلم ركب البحر للغزو. و توفي في سنة 21 هـ. انظر (منح المدح ص 217-219، الأعلام 4/245، و معجم الشعراء المخضرمين و الأمويين ص 300-301) .
[1] الطّبع في السيف: صدأ كثير يعلوه. و الصارم: السيف القاطع. و الخذم: السريع القطع.
[2] في الهامش: «في تاريخ الخطيب: أحمد بن علي بن هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور، المنجم. يكنى أبا الفتح، حدّث عن أبيه، و كان معه. في كتاب الروضات لمحمّد بن أحمد بن أبي الفوارس: أبو الحسن علي بن هارون بن علي بن يحيى المنجّم، أخباريّ، توفّي يوم الأربعاء لثلاث عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة، سنة اثنتين و خمسين و مائتين. و قال ابن السمعاني: كان أبو منصور منجّم أبي جعفر المنصور، و كان مجوسيّا، و أما ابنه يحيى فكان منجّم المأمون، و نديمه، و أسلم على يده، فصار بذلك مولاه، و كان علي بن هارون مشهورا بالعلم و الأدب، و خدمة الأدباء. و هم جماعة» .