و استقت سوقا كاد يقتلني # و النّفس مشرفة على نحبي [1]
لم يلق عند البين ذو كلف # يوما كما لاقيت من كربي
لا صبر لي عند الفراق على # فقد الحبيب، و لوعة الحبّ
[323] عليّ بن الخليل الكوفيّ. مولى يزيد بن مزيد الشّيبانيّ، و يكنى أبا الحسن، أحد شعراء الكوفة و ظرفائهم، و هو و مطيع بن إياس و يحيى بن زياد طبقة، يتصاحبون على المجون و الخلاعة و الشّراب، و طلب الرّشيد عليّ بن الخليل مع الزّنادقة، فاستتر استتارا طويلا، ثم قصده بالرقّة، و هو شيخ كبير، فأنشده قصيدة منها [2] : [من الكامل]
إنّي رحلت إليك من فزع # قد كان شرّدني، و من لبس [3]
إن رابني من حادث فزع # كان التّوكّل عنده ترسي
فآمنه، و وهب له خمسة آلاف درهم.
و له: [من الطويل]
يقولون: طال اللّيل، و اللّيل لم يطل # و لكنّ من يهوى، من الهمّ يسهر
فكم ليلة طالت عليّ بهجركم # و أخرى يلاقيها بوصل، فتقصر
و له: [من الكامل]
نزّه صبوحك عن مقال العذّل # ما العيش إلاّ في الرّحيق السّلسل
تهدي بقلب المستلين تخيّلا # و تلين قلب الباذخ المتخيّل
[324] عليّ بن رزين الخزاعيّ. و هو أبو دعبل بن عليّ الشاعر. و عليّ هو القائل في رواية ابنه [323]من شعراء القرن الثاني الهجري، توفي نحو سنة 190 هـ. انظر ترجمته، و بعض أخباره و أشعاره في (الأغاني 14/172-184، و 25/93-94، و زهر الآداب 2/840-842، و تاريخ الطبري 8/119) .
[324]شاعر عبّاسي، توفي نحو سنة 220 هـ. له خبر و شعر في (الأغاني 20/134) . و بنو رزين بيت شعر. انظر (العمدة ص 1080) .
[1] في (الأغاني) : «و اشتقت شوقا» . و النحب: الموت.
[2] البيتان من قصيدة له في (الأغاني 14/174-175) ، و فيه إشارة إلى أن الرشيد أخذ صالح بن عبد القدوس، و علي بن خليل في الزندقة، فأنشده علي تلك القصيدة، فأطلقه، و قتل صالحا. هذا، و المعروف أن المهدي العبّاسي هو الذي قتل صالحا نحو سنة 160 هـ. انظر (الأعلام 3/192) ، و بذلك تكون رواية المرزباني هي الصحيحة.
[3] اللبس: الإشكال و الالتباس. و في الهامش إشارة إلى رواية في نسخة أخرى، و هي:
«إنّي لجأت إليك من فزع # قد كان أسد مني، و من لبس»