أ تنسى بالرّصافة من بلائي # بلاء كان من خير البلاء
و قولي للخليفة فيك حتّى # تركتك عنده دون السّماء
ذكر من اسمه عصم
[294] أبو حنش، عصم بن النّعمان بن مالك بن عتّاب بن سعد بن زهير من جشم بن بكر.
و قيل: هو أحد بني ثعلبة بن بكر، و هو فارس العصا، و هو قاتل شرحبيل الملك بن الحارث بن عمرو، المقصور بن حجر، آكل المرار، الكنديّ، يوم الكلاب، و كان بين شرحبيل و بين أخيه سلمة شيء، فجعل سلمة في رأس أخيه مائة من الإبل، فقتله أبو حنش، و بعث برأسه، فطرحه بين يدي أخيه، فلمّا نظر إليه سلمة غضب، و ثار الدم في وجهه، و قال [1] : [من الوافر]
ألا أبلغ أبا حنش رسولا # فما لك لا تجيء إلى الثّواب
تعلّم أنّ خير النّاس طرّا # قتيل بين أحجار الكلاب
أحاذر أن أجيئك، ثمّ تحبو # حباء أبيك يوم صنيبعات [3]
و كانت غدرة شنعاء سارت # تقلّدها أبوك إلى الممات
يعني أنّ أباه الحارث كان له ابن مسترضع بين حيّين من العرب: تميم و بكر، فمات، و قالوا:
لدغته حيّة، فأخذ خمسين رجلا من بني وائل، فقتلهم [4] .
و أبو حنش هو القائل لمّا هرب مهلهل بن ربيعة، فنزل في جنب، حيّ، من مذحج، [294]من رجال تغلب، و شجعانها في الجاهلية، و هو ابن عمّ عمرو بن كلثوم لحّا. توفّي نحو 40 ق. هـ. انظر بعض أخباره و ترجمته في (الاشتقاق ص 338، و جمهرة أنساب العرب ص 304، و الأغاني 12/246-248، و الأنوار و محاسن الأشعار 1/215-218، و المناقب المزيدية ص 536-538، و النقائض ص 454-455، و معجم الشعراء الجاهليين ص 114) .
[1] البيتان من قصيدة طويلة يهدّد بها أبا حنش انظر (الأنوار و محاسن الأشعار 1/216-217) . و نسب الشعر إلى أخيه معديكرب بن الحارث. انظر (الأغاني 12/248) .
[2] البيتان في (الأغاني 12/248 و المناقب المزيدية ص 537، و مع ثالث في (النقائض ص 456) . و روي شعر آخر لأبي حنش أجاب فيه سلمة انظر (الأنوار و محاسن الأشعار 17-18) .
[4] ذكر ياقوت الخبر، غير أنه جعل المسترضع ابنا للحارث بن عمرو الغساني، و أورد ما يشير إلى أن اسم الملك حجر «هيهات حجر من صنيبعات» . انظر (معجم البلدان: صنيبعات) .