[249] أبو الفضل، العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف، رضي اللّه عنه. من معدودي خطباء قريش و بلغائهم و ذوي الفضل منهم. ولد قبل مولد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم-بسنتين-، و مات آخر أيّام عثمان بن عفّان-رضي اللّه عنهما-و هو القائل لأخيه أبي طالب [1] : [من الطويل]
أبى قومنا أن ينصفونا، فأنصفت # قواطع في أيماننا تقطر الدّما
أبا طالب لا تقبل النّصف منهم # و إن أنصفوا حتى تعقّ و تظلما
و له في يوم حنين-و حسن بلاؤه مع رسول اللّه-صلّى اللّه عليه و سلّم- [2] : [من الطويل]
ألا هل أتى عرسي مكرّي و مقدمي # بوادي حنين، و الأسنّة شرّع
نصرنا رسول اللّه، كالبدر تسعة # و قد فرّ من قد فرّ عنه، فأقشعوا [3]
حنوت إليه حين لا يجنأ امرؤ # على بكرة، و الموت في القوم منقع [4]
و له الأبيات التي مدح فيها النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم-و أوّلها [5] : [من المنسرح]
من قبلها طبت في الظّلال، و في # مستودع حيث يخصف الورق
[250] العبّاس بن مرداس بن أبي عامر بن رفاعة بن حارثة بن عبد عنبس بن رفاعة بن الحارث بن [249]هو عمّ الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم. و كان من أكابر قريش في الجاهلية و الإسلام، و إليه ينتسب الخلفاء العبّاسيّون. و توفي سنة 32 هـ. انظر له (منح المدح ص 189-193، و الأعلام 3/262) هذا، و أخلّ به (معجم الشعراء المخضرمين و الأمويين) .
[250]من سادات قومه بني سليم، و أمّه: الخنساء الشاعرة، و كان بدويّا قحّا، لم يسكن مكّة و لا المدينة. و كان ممّن ذمّ الخمر، و حرّمها في الجاهلية، و مات في خلافة عمر، نحو سنة 18 هـ. و قد جمع د. يحيى الجبوري ما بقي من شعره في ديوان، و فيه مقدمة وافية بقلم الجبوري. انظر له (الأعلام 3/267، و ديوان العبّاس بن مرداس ص 1-18، و معجم الشعراء المخضرمين و الأمويين ص 236-238) .
[1] البيتان من شعر له في (التذكرة السعدية ص 135-136، و حماسة البحتري ص 47، و الحماسة البصرية 1/52، و الأنس و العرس ص 362-363) و الأول منهما من شعر متنازع بين العباس و ابن أخيه عامر بن علقمة في (الوحشيات ص 67) .
[2] الأول و الثاني في (العمدة ص 101) ، و هما من أربعة في (منح المدح ص 191) .
[3] في (العمدة و منح المدح) : «سبعة» . و جاء بعده في (منح المدح) :
و ثامننا لاقى الحمام بسيفه # بما مسّه في اللّه، لا يتوجّع
و انظر أسماء من ثبت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم آنذاك في (سيرة ابن هشام 4/64) .
[5] البيت من قطعة له في (منح المدح ص 192-193) . و هي في (سيرة ابن كثير 1/195) و فيه: «و قد روي هذا الشعر لحسان بن ثابت» . و قال ابن كثير (1/197) أيضا: «و من الناس من يزعم أنها للعباس بن مرداس السلمي. فاللّه أعلم» .