توثّق من إخاء الحرّ إنّي # رأيت العبد في الحالات عبدا
يزيد الحرّ خيرا كلّ يوم # و خير العبد قد يزداد بعدا
إذا جريا لغاية مكرمات # كبا هذا، و برّز ذاك شدّا
[193] أبو البلهاء، عمير بن عامر. مولى يزيد بن مزيد الشّيبانيّ. يقول-و قد رويت لغيره [1] -: [من الكامل]
نعم الفتى فجعت به إخوانه # يوم البقيع حوادث الأيّام
طلق اليدين لمن يحلّ ببابه # عطّاف أكناف على الأيتام
هشّ إذا نزل الوفود ببابه # سهل الحجاب مؤدّب الخدّام [2]
و إذا رأيت شقيقه و صديقه # لم تدر أيّهما ذوو الأرحام [3]
ذكر من اسمه عويمر
[194] أبو قلابة الهذليّ. اسمه في رواية دعبل: عويمر بن عمرو. و قال الزّبير بن بكّار: اسمه الحارث بن صعصعة بن كعب بن طابخة بن لحيان.
جاهليّ، قديم، حجازيّ. و قد ولد النبيّ-صلّى اللّه عليه و سلّم-من قبل ابنته أميمة [4] . و يقال لها: قلابة [193]لم أعثر له على ترجمة. و هو شاعر عبّاسيّ كان حيّا سنة 185 هـ.
[194]كان سيد بني لحيان من هذيل. اتسم شعره بوصف الأطلال، و التغنّي بالأحبّة، و ذكر الوقائع و الأيّام. انظر له (نسب قريش ص 21، و الخزانة 3/177 و 4/111، و معجم الشعراء الجاهليين ص 297) .
[1] يظنّ أنّ أبا البلهاء أنشد هذه الأبيات في رثاء يزيد بن مزيد الشيبانيّ (ت 185 هـ) . انظر (وفيات الأعيان 6/340) .
و روي هذا الشعر لمحمد بن بشير الخارجي فيما يأتي (كرنكو) . و نسب الشعر إلى محمّد بن بشير الخارجيّ في (شرح المرزوقي ص 808-810) . و هو الصواب، و ذلك لأن في البيت الأوّل إشارة إلى أن المتوفى مات في (البقيع) ، و المعروف أن يزيد بن مزيد، صاحب أبي البلهاء مات في بردعة، و هي مدينة في أقصى بلاد أذربيجان. انظر (وفيات الأعيان 6/339-340) . و للخلاف في نسبة الأبيات انظر (الخزانة 9/402-404) . هذا، و روي البيتان:
الثالث و الرابع لأبي تمّام في (بهجة المجالس 1/272) .
[3] أشار بقوله: «شقيقه و صديقه» إلى الجنسين، و فائدتهما الكثرة لا الوحدة. أ لا ترى أنّه قال: «لم تدر أيّهما ذوو الأرحام» ، أي: أيّ الجنسين. (شرح المرزوقي) .
[4] هي حفيدة الشاعر لا ابنته. و أمّ الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم آمنة بنت وهب أمّها برّة بنت عبد العزى، و أمّها: أمّ حبيب بنت أسد، و أمّها برّة بنت عديّ، و أمّها أميمة بنت مالك، و أمّها قلابة. انظر (نسب قريش ص 20-21) و في ك «أيمة» .