قال الطبري و غيره: كان الحسين لا يمرّ بأهل ماء إلاّ اتبعوه حتى انتهى إلى زبالة و فيها جاءه خبر قتل ابن زياد، عبد اللّه بن يقطر-و كان قد سرّحه إلى أهل الكوفة-فأخرج الحسين (ع) للناس كتابا فقرأه عليهم:
بسم اللّه الرحمن الرحيم أمّا بعد، فانّه قد أتانا خبر فظيع؛ قتل مسلم ابن عقيل و هانئ بن عروة، و عبد اللّه بن يقطر، و قد خذلتنا شيعتنا فمن أحبّ منكم الانصراف فلينصرف ليس عليه منّا ذمام، فتفرّق الناس عنه يمينا و شمالا حتّى بقي في أصحابه الذين جاءوا معه من المدينة و انّما فعل ذلك لانّه ظنّ انّما اتبعه الأعراب لأنّهم ظنوا انّه يأتي بلدا استقامت له طاعة أهله فكره أن يسيروا معه إلاّ و هم يعلمون على ما يقدمون و قد علم انّهم إذا بيّن لهم لم يصحبه الا من يريد مواساته.
رجل من بني عكرمة:
قال الراوي: فلما كان من السحر أمر فتيانه فاستقوا الماء و أكثروا، ثم سار حتى نزل ببطن العقبة [1] ، و في هذا المكان لقيه رجل من بني عكرمة فسأله:
[1] الطبري 6/226، و أنساب الأشراف ص 168، و ابن كثير 8/168-169 و قد تخيرت لفظ الطبري في هذا الخبر و ما قبله إلاّ ما ذكرت مصدره و العقبة أيضا من منازل الطريق.