و في مثير الاحزان بعد المحاورة السابقة: ثمّ قام خطيبا فقال: الحمد للّه و ما شاء اللّه، و لا قوّة إلاّ باللّه، خطّ الموت على ولد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة، و ما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، و خير لي مصرع أنا لاقيه، كأنّي بأوصالي تقطّعها عسلان الفلوات بين النواويس و كربلاء، فيملأن منّي أكراشا جوفا و أحوية سغبا، لا محيص عن يوم خطّ بالقلم، رضا اللّه رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه و يوفّينا أجور الصابرين، لن تشذّ عن رسول اللّه لحمته، و هي مجموعة له في حظيرة القدس، تقرّبهم عينه و ينجز بهم وعده، من كان باذلا فينا مهجته، و موطّنا على لقاء اللّه نفسه، فليرحل معنا فإنّي راحل مصبحا إن شاء اللّه [1] .
لفت نظر:
لم نتوخّ في إيراد هذه المحاورات تسجيلها حسب تسلسلها الزماني أو المكانيّ كي نبحث عنها ثمّ نرتّب تدوينها حسبما يؤدي إليه البحث لانّا
[1] مثير الاحزان ص 29، و في اللهوف ص 23 انه خطب بها في مكة لما عزم على الخروج و في لفظه «أجربة سغبا» .