و انّ ابن طاوس (ت 664 هـ) اعتمد في كتاب دعائه «المجتنى» على رواية نقلها من تاريخ ابن الاثير (ت: 630 هـ) و التي كان قد نقلها من رواية سيف الزنديق بتاريخ الطبري.
و ان المجلسي الكبير (ت: 1111 هـ) أخرج في أبواب سيرة رسول اللّه (ص) و مقتل الإمام علي و وفاة فاطمة بكتاب البحار 264 صفحة من روايات كتب أبي الحسن البكري (ت: منتصف القرن الثالث الهجري) [1] .
و استنسخ الشيخ الحرّ العاملي (ت: 1104 هـ) كتاب البكري المذكور و ألحقه بآخر كتاب «عيون المعجزات» [2] للشيخ حسين بن عبد الوهاب.
*** هكذا انتشر في غير الأبواب الفقهية من كتب علماء مدرسة أهل البيت لشيء الكثير من الأحاديث الضعيفة، و سبّب ايراد النقد الكثير عليهم، و من ثمّ يرد هذا السؤال: انه ما المبرر لهم في تدوين الأحاديث الضعيفة في غير أبواب الفقه من كتبهم؟و في ما يأتي جوابهم على هذا السؤال:
الأمانة العلمية لدى علماء مدرسة أهل البيت
لمّا لم يكن علماء مدرسة أهل البيت بصدد تدوين الحديث الصحيح في كتبهم-كما هو شأن مؤلفي الصحاح بمدرسة الخلفاء و خاصة في غير الأبواب
[1] هو أحمد بن عبد اللّه بن محمد من أولاد الخليفة الأول أبي بكر قال الذهبي بترجمته: «واضع القصص التي لم تكن قطّ» و هو غير أبي الحسن البكري محمد بن محمد بن عبد الرحمن المتوفى 954 هـ، و ترجمته في الاعلام للزركلي 7/285.
راجع ترجمة أحمد بن عبد اللّه في ميزان الاعتدال رقم الترجمة 440 و لسان الميزان رقم الترجمة 639 و الاعلام للزركلي 1/148.